عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

«وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك» التى أطلقها مؤتمر أبو ظبى بتوقيع كل من الدكتور أحمد الطيب إمام وشيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.. عكس الكثير من ال «النوايا الطيبة» وتتضمن عبارات ومعان سامية ودعوات صادقة.. دافئة.. من أجل عالم أفضل.. تسوده روح الاحترام المتبادل وقيم الخير والمحبة والسلام.. ولكن....!!

< من="" الذى="">

ومن الذى يستجيب فى هذا العالم الذى تمزقه الحروب والمؤامرات والصراعات التى تحركها الأطماع.. ويغيب فيه الضمير الإنسانى.. وتسوده ثقافة الإقصاء والتمييز والاضطهاد والظلم..؟!.

وهل بالنوايا الحسنة ودعوات المؤمنين فقط يمكن أن يعود للبشر سلامهم المفقود وتسود بينهم الرحمة والمودة والعدل.. ويختفى من حياتهم التطرف والعنف والكراهية والتعصب الأعمى والإرهاب..؟!.

وهل هؤلاء الذين وضعوا الوثيقة ووقعوا عليها هم وحدهم الملائكة وسط عالم من الشياطين الذين بضمائرهم الميتة يقودون البشرية نحو الحروب المهلكة التى تزهق فيها الأرواح.. وتسفك دماء الأبرياء.. وتحرق الأرض وتخرب الأوطان..؟.. هؤلاء الذين يشعلون الفتن والصراعات.. وأشارت لهم الوثيقة بأنهم «يستخدمون الأديان فى تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى».. كما «يستخدمون اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش».

<>

ان الوثيقة نفسها انتبهت إلى هذا المعنى.. فتضمنت نصا ملهما.. معبرا.. يؤكد التزام الموقعين على الوثيقة.. بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر.. باعتبارهما أكبر مرجعيتين دينيتين فى العالم بالعمل على «إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمى، والقيادات المؤثرة ورجال الدين فى العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدنى، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأى، والسعى لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، والدعوة إلى ترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية».

وهذه مهمة ليست سهلة بكل تأكيد.. لن يكون تحقيقها هينا.. وكذلك ما ينادون به من الدعوة إلى وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير.. أو بتوفير الغطاء الإعلامى لها.. واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التى تهدد الأمن والسلم العالميين.. لن يكون ذلك سهلا أيضا.. لما تحيط به من تشابكات وتعارض مصالح بين قوى دولية ودول وأجهزة وجماعات ضغط.. معلومة تماما للجميع.

<>

يكون الدور الحقيقى لمنظمات المجتمع المدنى.. والذى يجب أن تنشغل به وتضع من أجله الخطط والاستراتيجيات.. بدلا من الأدوار المشبوهة التى تمارسها.. وهى للأسف تتحول بذلك إلى أحد اشكال الدعم الذى يصب بشكل غير مباشر فى صالح الحركات والتنظيمات الإرهابية.

كذلك يبرز الدور المهم للمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأى والمثقفين.. والإعلام.. من أجل ترجمة مبادئ هذه الوثيقة إلى مناهج عمل وسلوك.. ومن أجل استمرار واستدامة استثمار هذا الحدث العالمى التاريخى الذى احتضنته أرض دولة الإمارات.  

<>

من أجل أن يتحقق الهدف الأسمى للوثيقة.. وهو يتمثل من وجهة نظرنا فيما حذر منه الأزهر والفاتيكان.. من استمرار الإساءة إلى الأديان واستغلالها فى السياسة وجعلها بريدا للحروب أو باعثا لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب.. أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء.