أحوال مصرية
فى اجتماع المجلس القومى للسكان مؤخراً، حذرت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد من استمرار الزيادة السكانية، موضحة أنها تلتهم خطط التنمية أولاً بأول، وأكدت أن هناك مولوداً كل 15 ثانية وأن معدل الزيادة السكانية فى مصر يصل الى 2.5 مليون مولود سنوياً، وهو ما يعادل نصف الزيادة السكانية فى قارة أوروبا بأكملها، وأعلنت الوزيرة أنها ستطرح مبادرة جديدة على غرار مبادرة 100 مليون صحة التى طرحها السيسى مؤخراً وتنفذها وزارة الصحة بنجاح، بهدف الوصول بعدد مواليد مصر إلى 111 مليون نسمة فى عام 2030.
بالتأكيد نرحب بأية مبادرة أو مقترحات تستهدف الحد من الزيادة السكانية، وفى هذا الإطار هناك مجموعة من المقترحات نعتقد أنها يمكن أن تسهم فى حل المشكلة، ومنها:
- يجب التفكير جدياً فى تنفيذ مشروع الدكتور فاروق الباز الذى طرحه منذ سنوات «ممر التنمية» الموازى لوادى النيل فى الصحراء الغربية، فهذا المشروع ضخم وتنفيذه كفيل بإحداث نقلة حضارية واقتصادية واجتماعية هائلة فى مصر، خصوصاً مع توافر مقومات المشروع من موارد معدنية، وأهمها البترول والحديد والفوسفات، يرجح ذلك وجود البترول من الصحراء الشرقية لليبيا المتاخمة لمصر ووجود البترول فى البحر الأحمر، وهو ما يؤكد وجود البترول فى الصحراء الغربية لأنها منطقة جغرافية واحدة، كما أن رمال الصحراء الغربية يمكن استغلالها فى تصنيع الزجاج والسيراميك، وتسهم الشمس التى تشرق طوال العام فى الصحراء فى مشروعات الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة مع طاقة الرياح، كما أن المساحات الواسعة لأراضى الصحراء الغربية يمكن استغلالها فى المشروعات الزراعية الكبرى. مع وجود المياه الجوفية وفى مشروع توشكى من مياه النيل، كذلك يوجد منخفض أبوطرطور الذى يمكن استغلاله جيداً فى مشروعات الفوسفات وتصديره لأوروبا.
- أيضاً يجب الاستفادة من تجربة الهند والصين فى الزيادة السكانية بإطلاق المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لآلاف العمال بحيث ينتج كل مجموعة جزءاً من مكونات أى مشروع صناعى، ويسهم الآخرون فى إنتاج الجزء الآخر، وبذلك يمكن استغلال السكان فى الإنتاج الصناعى الذى يعتمد على الأيدى العاملة، كذلك يمكن استغلال الزيادة السكانية فى المشروعات الزراعية الهائلة بالصحراء الغربية وتخصيص الإنتاج للسوق المحلى وتصدير الباقى للأسواق الخارجية.
- ألف باء الزيادة السكانية الجهل والأمية، فلا شك أن الكثير من الأسر لا تدرك خطورة القضية ويصل عدد أفرادها إلى 12 شخصاً ولو كان هناك تعليم حقاً، ما تورطت فى تلك المشكلة أصلاً ولاكتفت بفردين على الأكثر أو ثلاثة، لذا يجب القضاء على الأمية فى الريف والقرى للحد من الزيادة السكانية التى تثقل كاهل الأسرة والمجتمع والدولة وتؤدى إلى تهالك المرافق قبل الأوان مثل المياه والكهرباء لكثرة الاستخدام.
- الاستفادة من التجارب السابقة فى تنظيم الأسرة وانظر حولك التى تم إطلاقها منذ أيام السادات وحتى الآن وبحث أسباب فشل بعض تلك البرامج والتركيز على البرامج الناجحة لتلافى تكرار الأخطاء.
- أن يتوقف دعم الدولة للأسر التى يزيد عدد أفرادها على فردين أو ثلاثة وألا يقتصر ذلك على بطاقة التموين فقط بل يجب أن يمتد إلى التعليم والمياه والكهرباء وكافة الخدمات حتى يدرك الشعب خطورة الزيادة السكانية حقاً.