رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى الحقيقة، أنا فى حيرة من أمرى، هل أبدى موافقتى على مقترح تعديل الدستور، أم أرفض هذا المقترح؟؟

من حيث المبدأ، فإن الدساتير عامة يجب أن تتصف بالدوام والاستقرار، فهى عقد اجتماعى بين الشعب والحاكم، يجرى إعداده - فى الغالب - عن طريق لجنة شعبية مختارة من الشعب، ثم يتم الاستفتاء على بنوده، هذه القاعدة قد يأتى عليها بعض الاستثناءات التى تضطر معها الشعوب لتعديل الدستور، كحالة الحرب التى تجعل الدولة مضطرة لتعديل الدستور وربما تغييره، وكذا حالة الثورات، والوحدة بين دول عدة. فى مثل هذه الحالات يتم تغيير أو تعديل الدستور حسب ظروف كل دولة، وقد حدث أن تغير الدستور المصرى مرات عديدة منذ دستور 1923. كما سبق للعديد من الدول الأخرى أن عدلت أو غيرت دساتيرها وفقاً للظروف التى مرت بها.

أما عن حيرتى، فإنها تعود إلى أنى من أنصار الحرية والديمقراطية، وأتمنى لشعب مصر أن يتمتع بهما دائماً، فى ذات الوقت – ومع الأسف الشديد – فإن مصر الآن تمر بمرحلة حرجة للغاية، لأننا فى حالة حرب ضارية مع الإرهاب، وقد تطول تلك الحرب لأمد بعيد، كما أن مصر أيضاً تعيد بناء عديد من أعمدتها الأصلية أهمها إعادة بناء الإنسان المصرى الذى فسد فى السنين السوداء الماضية، كما أننا نعيد بناء كافة مرافقنا وخدماتنا التى تهلهلت فى السنوات الماضية، كالتعليم والصحة والمواصلات والإسكان، كل تلك المرافق وغيرها أصبحت فى حالة يرثى لها، وتحتاج منا لتضافر قوى الشعب لإعادة بنائها من جديد.

وما أقصده من تعديل فى الدستور، الذى يجعلنى حائراً، هى المادة الخاصة بإعادة النظر فى مدة حكم البلاد، فمن المعروف أنها حالياً أربع سنوات ولمرتين اثنتين، ولا أدرى حتى كتابة هذا المقال ما هى الاقتراحات التى سيتم التعديل بالنسبة لهذه المادة، والذى سيصير الاستفتاء الشعبى عليها. أغلب الظن أنه سوف تطلق مدد حكم البلاد دون تحديد معين، وأن يكون الشعب هو صاحب الحق فى الاختيار.

نعود لنقول.. إن ما أخشاه من فتح مدد الترشح للرئاسة، هو أن يستمر الحاكم فى منصبه لمدد طويلة قد يصاب خلالها بالغرور فيبطش بشعبه، تماماً كما حدث فى عهد عبدالناصر، حيث اعتلاه الغرور وظن أنه قادر على مواجهة الدول الكبرى، فأوقعوه فى مذبحة 1967 التى راح ضحيتها كل عتادنا الحربى الذى صرفنا عليه دماء قلوبنا، كما فقدنا الآلاف من رجال جيشنا، وضاعت سيناء كاملة، وأغلقت قناة السويس، وأصبحت هى الحد الفاصل بيننا وبين إسرائيل. لقد عشت هذه الأيام التى تجعلنى أخشى كثيراً من استبداد الحاكم حينما يظل فى مقعده لمدد طويلة.

ومن ناحية أخرى فإننى من أشد المتحمسين لكى يحكم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى لأطول مدة ممكنة، أولاً لظروف الحرب والبناء التى سبق الإشارة إليها، تلك الظروف التى تحتاج لرجل وطنى محب لشعبه وبلده لكى يقود بنا سفينة الوطن. وثانياً لأن الرئيس السيسى استطاع بمعاونة الصحبة التى معه أن يأتى للبلاد بإصلاحات عجز عن تحقيقها العديد من الحكام السابقين فى فترة لا تتعدى ست سنوات، والأهم من كل هذا أنه رجل يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويؤمن باليوم الآخر، فهو يعلم جيداً أن الإنسان ذاهب لا محالة، فمثل هذا الرجل يصعب تعويضه.

إننى أعتقد أن الرئيس السيسى لابد أن تعطى له فرصة كاملة، حتى يكمل مشواره فى حربه على الإرهاب وإعادة بناء مصر مرة أخرى لكى تعود كما كانت أم الدنيا، فهو رجل وطنى محب - وبحق - لبلده وشعبه، ولا أدل على هذا من تمسكه برفع علم مصر خفاقاً فى كل المحافل والمناسبات، كما أنه فى جميع لقاءاته يختتم خطبه بعبارته المعهودة.....

تحيا مصر.