رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى


 

أهم ما يلفت الأنظار فى وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك، التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى أبوظبى، هى الحديث عن غياب الضمير الإنسانى.
فقد قالت الوثيقة إن أهم أسباب أزمة العالم اليوم يعود إلى تغييب الضمير الإنسانى وإقصاء الأخلاق وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية.
وتقول الوثيقة أيضًا إنه رغم تقدير الجوانب الإيجابية التى حققتها الحضارة الحديثة فى مجال العلم والتقنية والطب والصناعة والرفاهية خاصة فى الدول المتقدمة، إلا أن هذه القفزات الكبرى تراجعت معها الأخلاق الضابطة للأخلاق، وتراجعت القيم الروحية والشعور بالمسئولية، مما أسهم فى نشر شعور عام بالإحباط والعزلة واليأس، ودفع الكثيرين إلى الانخراط، إما في دوامة التطرف الإلحادي واللا ديني، وإما في دوامة التطرف الديني والتشدد والتعصب الأعمي، كما دفع البعض إلي تبني أشكال من الإدمان والتدمير الذاتي والجماعي.
والمعروف أن التطرف الديني والتعصب أثمرا في الغرب والشرق ما يمكن أن نطلق عليه بوادر حرب عالمية ثالثة بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الأماكن، ولذلك نري هذه الوثيقة العالمية قد وضعت عدة ضوابط لإنقاذ البشرية، منها أن الحرية حق لكل إنسان اعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة، حكمة لمشيئة إلهية قد خلق الله البشر عليها. كما أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحاصر البشر. كما أن العدل القائم علي الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلي حياة كريمة.
وأشارت الوثيقة إلي أمر مهم وهو الحوار بهدف التلاقي في مساحة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو لها جميع الأديان وتجنب الجدل العقيم. كما أن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد واجب تكفله كل الأديان. كما أن مفهوم المواطنة يقوم علي المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل، ولذلك يجب ترسيخ هذا المفهوم.
تلك الوثيقة تعد تاريخية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وتلك رسالة إلي الدنيا كلها بعث بها شيخ الأزهر والبابا.
وأعتقد أنه علي الجميع في الغرب والشرق أن يتخذها دستوراً ونبراساً حتي يحل السلام في العالم أجمع.. فتحية لشيخ الأزهر والبابا، وتحية لدولة الإمارات التي رعت هذا الحدث العالمي.