رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق إلى حلوان من معرض الكتاب طريق طويل وقُبيل وصولى مساءً كان العمال يشيدون أحد الكبارى الشامخة بحلوان، هؤلاء هم عمال مصر، عندما وصلت إلى معهد إعداد القادة بحلوان كان الدكتورطايع عبداللطيف وفريق عمله فى انتظارى.. جلست أحتسى الشاى معهم كانت خريطة القطر المصرى مرسومة على الجدار حتى تُنحت فى قلوبنا، هنا أدركتُ لماذا يجلس الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ضيوفه الكبار وخريطة القطر المصرى خلفهم.. لفت نظرى فى ذلك اليوم الذى التقى فيه الرئيسُ الرئيسَ الفرنسى ماكرون والرئيس السودانى البشير اللذيْن كانت خارطة مصر بحضارتها وبحدودها الراسخة أيضا تغطى رأسيْهما، بينما كانت مصر ولا سيما حلايب وشلاتين فى رأس الرئيس المصرى.
حينما كنت أحتسى الشاى كنت أسترجع هذا المعهد الذى أنشىء من أجل تثقيف شباب الجامعات والمعاهد المصرية، من أجل زرع الانتماء فى نفوسهم، من أجل تبصيرهم بما يُحاك لهذه البلد من مؤامرات خارجية وداخلية، وعندما دخلتُ القاعة لألقى أشعارى أدركتُ أن شباب مصر بخير، القاعة الكبرى مملوءة بخيرة شباب مصر من كل جامعاتها، اسبوع كامل يقضيه الفوج ليتعرف على زملائه من كل جامعات مصر ومعاهدها، يحاضرهم ويحاورهم أدباء وفنانون ووزراء ومفكرون وعلماء أرادوا أن يَطْمئنوا على شباب مصر ويُطَمْئنوهم أيضاً.
عندما بدأتُ محاورتى هالنى هذا الانتباه من الشباب وهذا الوعى السياسى والثقافى، وحينما ألقيتُ شعرى رأيت التفاؤل فى وجوههم، كان البرد شديداً خارج القاعة لكن دفء محبتهم إنسانى فصل الشتاء؛ استعنت بأخى الدكتور كريم همامى ليساعد فى ترجمة بعض كلماتى الصعيدية فهو صعيدى همامى وعندما طلبتُ الاستماع لمواهبهم الشعرية هالنى هذا المستوى الأدبى الرفيع والأداء المؤثر الذى أثّر فينا جميعاً وهم يلقون قصائد عن أم الشهيد وعن الشهداء وعن الحب والغزل وعن الأم والوطن.. قصائد تذوب حباً وصدقاً، ربما ينقص بعضها دراسة العروض (موسيقى الشعر) وقواعد النحو لكنها فى المجمل قصائد واعدة تشى بوعى هؤلاء ومتابعتهم قضايا وطنهم، وبدأت مباراة الشعراء تجلو معادن شبابنا الأصيل.
علمتُ من الدكتور طايع عبداللطيف أنه يُعد لكل فوج البرنامج المكثف برنامجاً ثقافياً فنياً رياضياً وأن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى يلتقى مع كل وفد ويتحاور معهم وأن كلا من الوزراء والرموز الوطنية مثل اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى واللواء محمد العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والدكتورة جهاد عامر عضو مجلس النواب والسفير حمدى سند نائب وزير الخارجية وغيرهم يتناقشون مع شبابنا بجانب الفنانين والأدباء والدبلوماسيين.
حينما وَدّعت شبابنا بمعهد إعداد القادة أدركتُ أن شبابنا بخير وأن هؤلاء الذين يحاولون زرع اليأس فى نفوسه لن يفلحوا لأن أعدى أعداء الإنسان هو اليأس وشبابنا قادر على تمييز الخبيث من الطيب وأن دورنا نحن الكبار نفض الغبار عن هذا المعدن الأصيل، وتذكرتُ مقولة مايكل أنجلو النحّات الشهير عندما سمع مدح تماثيله الباهرة، قال: «هذا الجمال الذى ترونه كان مخبوءًا فى الحجر، ودورى كَشْفُ اللثام عن هذا الجمال»
يجب أن ننظر للأنشطة الطلابية على أنها متممة للعملية التعليمية وليست مضيعة للوقت كما يراها بعض الناس وأن يعلموا أن عقول شبابنا فى حاجة إلى زرع التنوير والتفاؤل فالعقل مثل الكوب يكتسب لون المشروب، الجمال والأمل والتفاؤل موجود فى شبابنا ودورنا أن نزرع فيهم روح التفاؤل والتسامح والعمل، وهذا ما رأيته فى إعداد القادة وكتيبة العمل التى به، هؤلاء الذين يعملون خلية نحل من أجل شباب مصر، الله يعطيكم العافية.


[email protected]