رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدأت دراسة كليات الإعلام من عباءة كليات الآداب بتخصصاتها المختلفة، ولذا كانت العلاقة الوثيقة بين علوم الإعلام وبين الآداب من حيث الثقافة والفكر والتاريخ واللغة، فإذا بقسم الصحافة أحد أقسام كليات الآداب نواة تنشأ من بعدها كلية الإعلام فى جامعة القاهرة مثلها مثل بقية أقسام الإعلام داخل كيانات كليات التربية والآداب والألسن ومع التطور التكنولوجى ودخول الإعلام مرحلة الفضاء الإلكترونى أصبح حتمياً دخول علوم الحاسب والهندسة الاليكترونية إلى أقسام كليات الإعلام لتحل محل أقسام كلاسيكية لإعلام على وشك أن يتوارى ويختفى من الساحة الفكرية والإعلامية بعد أن تحولت الصحف إلى المجال الاليكترونى وتضاءلت مجالات النشر الورقى للصحف بعد انتشار الإعلام المرئى والفضائيات وكذلك شبكات التواصل الاجتماعى التى حولت العالم إلى نقطة صغيرة نتتبعها عبر الفضاء الواسع دون حواجز أو حدود سياسية أو ثقافية.
لذا، فإن اللغة الإعلامية الجديدة لم تعد فقط ثقافة الصورة وإنما تجاوزتها إلى لغة الكمبيوتر والحاسبات والعلوم الرقمية الديجيتال والأنالوج وأخيراً ذلك الهولوجرام الذى ينافس الصورة المجسمة والكرتونية والواقع الموازى والـ virtual reality ومن ثم فإن اللغة الإعلامية الجديدة تخطت حدود وقواعد النحو والصرف العربية والأجنية ليدخل العالم فى حقبة إعلامية جديدة مخيفة ومرعبة لتطورها السريع وقدرتها على تخطى حواجز أسوار الزمان وحدود المكان ما بين ماضٍ وحاضر وبين بلد وآخر مثلما حدث فى ذلك الحفل الذى أقيم فى المملكة العربية السعودية للسيدة أم كلثوم باستخدام تلك التقنية الإعلامية الجديدة الهولوجراف أو الهولوجرام عن طريق تصوير الفنانة صابرين مع الأوركسترا ثم إعادة بث الحفل حيا أو لايف بدون الفنانة صابرين ولكن بصورتها بتلك التقنية الجديدة.
وهذا التطور السريع يستوجب تغييرا جذريا فى مناهج كليات الإعلام لتواكب التطور التقنى الجديد بحيث تتداخل تخصصات عدة مع دراسة الإعلام وعلى رأسها التقنيات الإلكترونية فى التصوير والكتابة والتواصل... أيضاً يجب أن تكون الدراسات الإعلامية مواكبة لحركة الثقافة العالمية وضرورة التعامل السريع مع الأخبار والمعلومات ليس فقط من خلال الترجمة الحرفية ولكن أن تكون الترجمة الإعلامية لها أبعاد ثقافية وسياسية تجمع دراسة الأدب والنقد وعلوم اللغة والاجتماع وعلم النفس مع بعض العلوم السياسية حتى يكون دارس الإعلام ملماً بمجريات الأمور من مختلف الجوانب الفكرية والفنية والثقافية والسياسية مع إضافة الإدارة والاقتصاد لعلوم الإعلام الجديد..
اللغة هى إحدى أدوات التواصل البشرى وفى الماضى كانت اللغة منطوقة ثم صارت مكتوبة ثم تحولت إلى صورة مرئية من سينما وتليفزيون إلى أن دخل العالم عصر الإلكترونيات والشبكات العنكبوتية فى الفضاء اللامحدود فأصبح للغة أشكال ورموز وتقنيات حديثة على من يعمل فى مجال الاتصال والتواصل الإنسانى والإعلامى أن يكون ملماً بها وعلى دراية كافية بما يصل إليها من تطورات وتغيرات...
ومع هذا علينا أن نظل نحافظ على مستوى اللغة الإعلامية المكتوبة والمنطوقة حتى لا نفقد بوصلة الوطن والهوية والسلوك فلا يصح أن يترك المجال الإعلامى بلا أى ضوابط فى مجال لغة الحوار ولغة الخبر ولغة البرنامج ولغة الدراما ولغة الإعلان وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً على العملية الإعلامية وعلى مكون الشخصية المصرية ورسالتها الإعلامية داخلياً وخارجياً. اللغة والإعلام هما التحدى القادم علمياً وثقافياً فلنبدأ فى البحث والدراسة والتقييم والانضباط والتقويم...