رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى



قبل يومين دعتنا الهيئة المنظمة لمعرض الكتاب للمشاركة فى ندوة لمناقشة  كتاب «الأعمدة السبعة» للمرحوم د. ميلاد حنا، والكتاب رغم صغر حجمه يضع يدنا على قضية بالغة الأهمية، وهى: ملامح الشخصية المصرية.
د. ميلاد اهتم من بين الملامح مشكلة الوحدة الوطنية، وأرجع هذه الوحدة إلى عوامل تاريخية وأخرى جغرافية، أطلق عليها الأعمدة السبعة، وهى: الفرعونية، اليونانية الرومانية، القبطية، الإسلامية، ثم العمود: العربى، والمتوسطي، والإفريقي.
وقد ناقش وببراعة فاقتنى بكثير، د.طه عبدالعليم الكاتب بالأهرام، ود.محمد فياض مدرس التاريخ بآداب طنطا، وأيضا هانى نجل الرحال د.ميلاد حنا، وللإنصاف لم يتركوا تفصيلة ولا فتيلة، كما يقال، إلا وأتوا عليها.
وخلال تحضيرى لمادة عن الهوية المصرية، استوقفتنى عبارة على قدر من الأهمية، فى رسالة لكاتب أندلسى زار مصر فى القرن الخامس الهجرى، اسمه امية بن أبى عبدالعزيز الأندلسى(470 ــ 528هـ)، زار مصر سنة 487، وقيل 510هـ، بعد رحيله عن مصر كتب رسالته بعنوان «الرسالة المصرية»، سجل فيها تفسيراً للوحدة والتجانس المصرى يجب أن نتوقف أمامه، قال:
«وأما سكان مصر فأخلاط من الناس مختلفة الأصناف: من قبط، وروم، وعرب، وبربر، وأكراد، وديلم، وأحباش، وأرمن، وغير ذلك الأصناف والأجناس على حسب اختلافهم، وقالوا: إن السبب فى اختلافهم، والموجب لاختلاطهم، اختلاط المالكين لها، والمتغلبين عليها، من العمالقة واليونان والروم والعرب وغيرهم، فلهذا اختلطت أنسابهم، فاقتصروا من التعريف بأنفسهم على الانتساب إلى مواضعهم، والانتماء إلى مساقطهم ومواقعهم».
الكاتب الأندلسي ارجع فى هذه الفقرة التجانس بين المصريين والأجانب الذين استوطنوا مصر، رغم اختلاف الجنسية، واللغة، والعادات، والعقائد، إلى قيام من الأجنبي بتبنى عادات وتقاليد ومعتقدات المصريين والزواج منهم، وهذا فى رأى أمية من أسباب اختفاء العصبية القبلية، وكذلك من عوامل التمدن وترسيخ مفهوم المواطنة، إذ إن المصري، سواء كان مواطناً أو مستوطناً، كان ينتسب، على حد قوله، إلى بلدته وليس إلى قبيلته أو عائلته أو عقيدته، على خلاف ما كان يجرى فى البلدان الإسلامية والعربية الأخرى، حيث يتفاخر العربى، حتى اليوم، بعروبته وبقبيلته.
والملفت أيضاً فى هذه أنها توضح انشغال زوار مصر بتفسير ملامح التجانس والوحدة بين المصريين، رغم الاختلاف والتضاد يوجد الانسجام والتوافق، أو كما نقول بلغة اليوم: قبول الآخر، وللحديث بقية.

[email protected]