رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

أخطأ ماكرون عندما استبق زيارته لمصر التى اختتمها الثلاثاء الماضى بحديثه المعتور عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر والتى ادعى أنها ازدادت سوءاً منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لباريس فى أكتوبر 2017، وزعمه بأن حملات الاعتقالات امتدت إلى ناشطين لا يشكلون تهديداً للاستقرار مثل المدونين والمثليين.

وتناقضت أقواله مع ما سبق وتطرق إليه فى باريس عندما أكد أنه مدرك للظروف الأمنية التى يتحرك فيها الرئيس السيسى أمام تحديات تخص استقرار بلاده وعلى رأسها مكافحة التطرف الدينى.

وقال بالحرف: (أؤمن بسيادة الدولة ولا أعطى دروساً للآخرين، كما لا أحب أن يعطى أحد دروساً لبلادى).

بيد أنه حاد عن الحق خلال زيارته لمصر عندما ترك كل آفاق العلاقات بين الدولتين وانهمك فى كيل اتهام مصر بانتهاك حقوق الإنسان.

أما الرئيس السيسى فلقد نجح فى أن يلقنه درساً بليغاً عندما استعاد ما سبق لماكرون أن قاله فى باريس من أن حقوق الإنسان متشابكة ومتداخلة بحيث لا يمكن تجزئتها، وبالتالى لا يمكن أن نحصرها فى حرية التعبير فقط، حيث إنها تشمل الأمن والغذاء والعلاج والسكن بوصفها التحديات التى تواجه مصر، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب وهو عامل يبرر الإجراءات الأمنية المتبعة من قبل أجهزة الدولة.

أى أنه لابد من فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث، وبالتالى فإن ما يقوم به الرئيس السيسى لا يهدد الاستقرار بل على العكس يؤدى إلى ترسيخه.

لقد نجح السيسى فى توفير السكن، والقضاء على الأمراض وترسيخ الوحدة الوطنية ومفهوم المواطنة وتصويب الخطاب الدينى من الانحراف وتوظيف الخريجين.

وكأنما أراد الرئيس السيسى أن يقول لماكرون لا يصح اختزال حقوق الإنسان فى حق الرأى، وإنما يجب النظر إلى الدولة بعيون مصرية.

وهكذا أكد الرئيس السيسى حرص مصر على مراعاة حقوق الإنسان بعيداً عن الأوهام والشعارات الزائفة التى يرددها كل من يريد الصيد فى الماء العكر كمنظمات حقوق الإنسان.

المهم ظهر ماكرون ضعيف الأداء يفتقر إلى الخبرة السياسية، ولا أدل على ذلك من أنه انساق وراء ترهات النشطاء والمنظمات الحقوقية فكان أن تناغم معها واندفع لينتقد مصر ويصوب لها فرية انتهاك حقوق الإنسان ويصرح بأن الاستقرار فى مصر مهدد بسبب ذلك، أى أنه هال التراب على التفاهمات والتوافقات بين الدولتين وسلط الضوء على نقطة واحدة وهى حقوق الإنسان وعندها وقع فى مستنقع الحسابات الخاطئة.

أما الرئيس السيسى فلقد تحدث بعفوية وتلقائية فكان بليغاً أزاح عن ماكرون الفهم المعتور عندما أكد له أن برامج الحماية الاجتماعية هى التى تجسد وتؤكد مراعاة حقوق الإنسان وهو ما تأخذه مصر فى الاعتبار وتعمل على تطبيقه دون الحاجة إلى وصاية من الغرب المريض.