رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

ترى ماذا تخفى أمريكا فى جعبتها من جماعات إرهابية جديدة مع اقتراب ما يسميه ترامب بالقضاء على «داعش»، خاصة أن «داعش» هذا المخلوق الهجين المشوه جاء من رحم فلول القاعدة، وجميعنا يعلم أن نشوء (القاعدة) جاء بقرار أمريكى، ولكن سرعان ما انقلبت عليهم واختطت طريقاً مغايراً، وهذا ما يحدث حالياً خاصة بعدما ظهر على السطح ما يطلق عليه «الرايات البيضاء»، ذات النهج «الداعشى»، وقدّر عدد مقاتليها بأنهم ما بين 100 إلى ألف مقاتل. وبالطبع سيكون المولود الإرهابى الجديد مثل داعش وأخواتها حصان طروادة للمشروع الإمبريالى العالمى، الذى رسّم معالمه برنار لويس الداعى إلى تقسيم العالم العربى إلى دويلات عبر خلق بؤر توتير هنا وهناك. فهذا الغرب لن يسمح بسحب صواعق التفجير عن العالم العربى. وبناءً عليه، قد يكون الجنين الذى يخلف «داعش» أشدّ وأخطر، ليظل التطرّف الدينى والفقهى والمذهبى والتعصّب قائماً، وخاصة أن النصوص الدينية التى يستند إليها تنظيم «داعش» وكلّ الجماعات المسلّحة باسم الإسلام موجودة منذ 1400 عام، وتسرطنت أكثر مع مرور السنين، ولكن السؤال الآن هل ستلجأ «داعش» إلى تغيير جغرافيتها وتنتقل من المشرق العربى إلى المغرب العربى.

والطريف فى الأمر أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تدرس الجماعة الجديدة، المؤلفة من إرهابيين أكراد ومقاتلين سابقين فى «داعش»، فهى مثل «داعش» خليط من جنسيات مختلفة، وشعارها هو علم أبيض به صورة أسد، والمؤشرات الأولية تقول إنها تشكل تهديداً للمناطق التى تعمل بها فى العراق، مع إمكانية إعادة تشكيل مقاتلى «داعش» السابقين أنفسهم فى مجموعات جديدة، وللأسف أن التنظيم بدأ بعملياته المسلحة فى المنطقة الواقعة بين محافظتى ديالى شرق بغداد، ومناطق من محافظة كركوك شمال العاصمة، ويتحرك عناصر التنظيم عبر سلسلة جبال حمرين بين المحافظتين، ويستهدفون الجيش العراقى وقوات الحشد الشعبى، ونشط مسلحو «الرايات البيضاء»، عقب استعادة القوات العراقية لمدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها من سيطرة قوات البيشمركة الكردية، وجماعة «الرايات البيضاء»، هم من بقايا عناصر داعش، وأن «أحمد حكومة» وهو قيادى منشق عن التنظيم، يقود هذه الجماعة المسلحة.

تبقى التخمينات مختلفة حول هويتها، إلى أن تعلن هى عن وجودها وأهدافها وفكرها الذى تنتمى إليه ، وللأسف مرشح لتواجدها وتوالدها بكثرة كل ساحات أفغانستان واليمن، ودول الساحل الأفريقى وليبيا، على التوالى، كمناطق هشّة تصلح وتلائم ولادة الوحش الجديد، البديل لـ«داعش» أو القاعدة، مع تشكّيل تحالفات قبلية مع التنظيمات الإرهابية، خاصة القاعدة، وربما ينضم لها تنظيم «بوكوحرام»، المتحالف مع «داعش»، والذى ما زال مشكلاً خطراً على دول الجوار، من خلال الهجمات الإرهابية غير التقليدية، وللأسف أن تدمير قدرات تنظيم «داعش» من خلال الحرب العسكرية والعمليات الاستخبارية والأمنية، واستخدام التكنولوجيا، خاصة الطائرات بدون طيار، لا يعنى بأيّة حالٍ من الأحوال نهاية الإرهاب العالمى، بل على العكس، فالتنظيم الإرهابى القادم سيكون أكثر تعقيداً ورعباً، حيث سيكون مزوداً بأدوات تكنولوجية أكثر خطورة وفتكاً مثل: الأسلحة الكيماوية والجرثومية، والتكنولوجيا الرقمية، والذكاء الصناعى، وقد تكون الجماعة الإرهابية الجديدة نتاج عملية دمج وابتكار بين التنظيمين «داعش» والقاعدة، تحالف الضرورة والمصلحة فى البقاء والتمدّد، وإقامة دولة الخلافة الموعودة على أسسٍ تستفيد من التجارب والتحولات التى شهدتها كافة الأطراف، خاصّة تيارات السلفية الجهادية فى العالم. ويبدو أن المعالم الفكرية للجماعة الجديدة التى ستخلف «داعش» كنموذج جديد، تعتبر أن عوام المسلمين السنة، كفرة ودمهم محلل لتقاعسهم عن الجهاد، جماعة قوامها سيكون المقاتلون الأجانب ومنظروهم الذين عايشوا فشل «داعش» وانهيارها، وجاء هذا نتيجة تنامى معدلات الإحباط داخل صفوف «داعش» الذى أفضى إلى بروز مجموعاتٍ تتبنّى نمطاً تكفيرياً أكثر تشدّداً وانعزالاً ودموياً ضدّ من ألغوا خلافة الجماجم والرقاب المقطوعة.وتراجع تجربة «داعش» سيفضى إلى انشطار «الداعشية» إلى مجموعات أصلب فى أفكارها ورؤاها، كما خرجت من رحم القاعدة قواعد لا تؤمن إلا بالدم المُراق والتفخيخ المُدمّر.

وأخيراً لأن «داعش» من جماعات اليمين المتطرّف جداً، لذلك ستعيد تعيد تشكيل ذاتها، لتصبح كتحوّل تنظيم القاعدة إلى شبكة لا مركزية، وسيبحثون عن بيئات للتوتّر، بيئات للفوضى.