عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

هذه دعوة نتوجه بها إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وإلى رئيس وأعضاء لجنة التعليم بالمجلس.. من أجل استدعاء الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فورا.. للإدلاء ببيان يوضح من خلاله حقيقة ما صرح به مؤخرا فى تسجيل فيديو تم بثه عبر الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».. وإذا نجح فى اقناع البرلمان بما قاله وقدم الأدلة الموثقة على ما يقول فسوف نصفق له جميعا.. ونقف له إجلالا واحتراما.. ونعتذر له عن كل ما وجه إليه من انتقادات بسبب مشروعه «المثير للجدل» لتطوير التعليم.. أما إذا فشل فى إثبات ما يقول.. وثبت أنه «زلة لسان» كالعادة.. فعلى البرلمان أن يطرح سحب الثقة من الوزير.. أو يتكرم هو بتقديم استقالته والاعتذار للبرلمان وللشعب.

•• ماذا قال الوزير؟

فى الفيديو الذى لن يستطيع الوزير هذه المرة إنكار محتواه أو ادعاء تحريفه أو اجتزاءه أو التلاعب فيه.. يتحدث الدكتور طارق عن «انبهار العالم» بالتجربة المصرية لتطوير التعليم.. وانها لفتت انتباه العالم بشكل كبير.. قائلا «اللى عملناه فى سنة خلَّى العالم يبص لنا».. وأضاف: «إن التجربة المصرية فى تطوير التعليم تتميز بسرعة التركيز التى أشاد بها  العالم».

والأكثر من ذلك أن الوزير يؤكد «أن هذا الأمر جذب اهتمام  الدول الأخرى وأعطى لهم الأمل فى إمكانية تطبيق نفس الشيء فى بلادهم».

•• وما نريده

هو بيان تفصيلى من الدكتور طارق شوقى لما ورد فى تصريحه.. نريده أن يحدد من هو هذا «العالم» الذى انبهر بنا؟.. وكيف عبر «العالم» عن هذا الانبهار؟.. وكيف أشاد بتجربتنا؟.. وكيف «بص لنا»؟.. هل تلقى الوزير مثلا خطاب شكر وانبهار من «مجلس إدارة العالم».. أو فتح نافذة مكتبه على العالم فوجده «بيبص علينا» ؟.. أم أنه تلقى مكاتبات رسمية مثلا من هيئات عالمية مهتمة بالتعليم.. تشيد بالتجربة المصرية فى إصلاح التعليم.. وتطلب الاستعانة بالخبرات المصرية الفذة التى وضعت هذا المشروع.. للاستفادة بهم وتعميم أفكارهم على «العالم» كله لتطبيقها..؟

مطلوب من الوزير أيضا أن يوضح لنا وللبرلمان ما هى تحديدا هذه «الدول» التى «جذب مشروعه اهتمامها» وأعطت لنفسها الأمل فى إمكانية تطبيق نفس الشيء فى بلادهم؟.. وهل تلقى الوزير خطابات اشادة رسمية من هذه الدول أو طلبت منه نسخا من مشروعه لتطبيقه فى مدارسها؟.. أم أن أجهزة وزارته رصدت أى رد فعل من جانب هذه الدول يفيد بإعجابها وإشادتها بالمشروع المصري؟

إذا كان لدى الوزير «الذى يبهر العالم» أى تفاصيل عن هذا الأمر.. نرجوه أن يقدمها لنا بسرعة.. حتى تطمئن قلوبنا الى أننا نسير فعلا فى الطريق الصحيح.

•• ووقتها

سوف ننسى كل ما يثيره «المشككون» فى هذا المشروع العظيم الذى لا تستطيع قدراتنا العقلية المحدودة ـ مقارنة بالوزير طبعا ـ استيعاب قدر عظمته.. سننسى ما يثيرونه حول المدارس التى تحولت الى خرابات خالية من الطلاب والمدرسين.. وحول ما حدث فى امتحانات نهاية الفصل الدراسى الأول هذا العام.. وكيف تحولت هذه الامتحانات الى مهزلة وفوضى عارمة.. حيث الأسئلة والأجوبة متاحة للجميع.. وكل طالب يدخل الامتحان ومعه كل ما يلزمه من كتب و«براشيم» فى عملية يسميها الوزير «أوبن بوك».. أو الكتاب المفتوح.. بينما هى فى حقيقة الأمر تحولت الى عملية «غش مفتوح» أو «غش مفضوح».. يهدر كل ما توارثته أجيالنا والأجيال السابقة من قيم تعليمية كانت وراء تخريج نماذج رائدة وعظيمة فى كل مجالات العلوم والمعارف الانسانية.

والعجيب أن وزير التعليم يعلم ذلك جيدا.. ويكتفى بتعليقه المستفز الغريب: «نحن لا نضع المتاريس العسكرية لمنع الغش.. اللى عاوز يغش يغش.. وانتوا الخسرانين»..!!.

•• سننسى كل ذلك

ويمكن ننسى أكثر من ذلك أيضا.. إذا أقنعنا الوزير فعلا أن «العالم منبهر» بمشروع إصلاح التعليم المصري.. وإذا أوضح لنا علامات ومظاهر ومبررات هذا الانبهار.. وبغير ذلك فإننا سنعتبر ما جاء فى فيديو الوزير أقل ما يوصف به هو أنه نوع من «الحديث غير المسئول».. الذى يستوجب المساءلة والمحاسبة.. ولن نصفه بأسوأ من ذلك احتراما لمن أتى بالدكتور طارق إلى منصبه الوزاري.