عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يعجبنى أداء مؤسسة الرئاسة، وأرى فيه نموذجاً مُتفرداً ينبغى أن يُحتذى من كافة مؤسسات الدولة دون أى استثناء. وهو ما لا ألمسه للأسف، إلا من محاولات متواضعة متفرقة لا تكفى للدلالة على منهج حاكم لأداء مؤسسات الدولة.

وأود، فى إيجاز، طرح مجموعة من الملاحظات فى هذا الشأن، عساها تثير انتباه الكثير من المؤسسات، الرسمية وغير الرسمية، فتعمد إلى الاستفادة قدر جهدها من نموذج «مؤسسة الرئاسة»، وما تنتهجه من سُبل فى سعيها نحو إرساء قواعد ومحددات جديدة للعمل العام. فأقول:

- سعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع بدايات عهده، إلى تشكيل مجموعة من المجالس الاستشارية المتنوعة تتبع مؤسسة الرئاسة. وهو أمر رآه البعض عبئاً إضافياً على الرئيس، كان جديراً به أن يتخفف منه، مكتفياً بمهام الرئاسة التقليدية. لكن التجربة أثبتت صحتها، وتفوقها فى دعم وتعزيز مؤسسة الرئاسة، والدولة بشكل عام. والأمر على هذا النحو يشير بالتأكيد إلى عدم رغبة الرئيس السيسى بالانفراد بالرأى، وامتلاكه قناعة حقيقية بفكرة التخصص، وبأهمية توسيع دوائر المشاركة فى صناعة القرار، وكلها أمور تُعد ركائز أساسية فى رشادة الحكم، وديمقراطية النظام السياسى.

- وبالفعل أفرزت المجالس الاستشارية التابعة للرئاسة مجموعة من الكفاءات المتنوعة، فيما جعل منها أداة جادة لاكتشاف وتأهيل كوادر وطنية قادرة على المساهمة بقوة فى دفع الوطن إلى الأمام. وفى هذا الإطار أُشير إلى أن أحد مخرجات هذه المجالس الاستشارية الرئاسية تمثل فى الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، والمنوط به إحداث قفزة هائلة فى العملية التعليمية تنتشل مصر من موقعها فى ذيل الدول تعليمياً إلى مصاف الدول المتقدمة فى هذا الشأن، حيث التعليم استثمار ناجح فى الرأسمال البشرى، وركيزة أساسية فى التنمية البشرية، إلى جانب الصحة.

- فى سبيل النهوض بدور فعال فى التنشئة السياسية، انتهجت مؤسسة الرئاسة سُبلاً شتى لإجراء حوار متواصل وفعال مع الشباب، فيما ظهر فى المنتديات المتعددة التى تم تخصيصها للحوار مع الشباب والاستماع لآرائهم وأفكارهم، وفى حضور كافة المسئولين الرسميين، وغيرهم من أهل النخبة المهمومة بقضايا الوطن. واتسع الأمر إلى أن أصبحت هذه اللقاءات المفتوحة معنية بجذب الشباب من كافة دول العالم؛ فيما يطرح مصر على المجتمع الدولى بصورة جذابة، وجديدة على مصر بالفعل.      

- وبغرض التواصل مع كافة فئات الشعب، دخلت مؤسسة الرئاسة مجال التواصل الاجتماعى، حتى بات المواطن يمتلك آلية أمينة للتواصل مع الرئيس مباشرة، حيث يتابع الرئيس ما يرد إلى مؤسسة الرئاسة من تساؤلات وشكاوى واقتراحات. ولو أن المواطن شك فى عدم اهتمام الرئيس بتلك الآلية، لما تواصل معها.

- تحرص مؤسسة الرئاسة على تسويق شديد الجاذبية، فى صدق وموضوعية، لكل ما يقوم به الرئيس من نشاط سياسى أو اجتماعى، أو حتى فى متابعاته لمستويات الإنجاز فى المشروعات الكبرى التى باتت حاضرة بقوة فى أذهان الشعب. الأمر الذى انعكس بطبيعة الحال على صبر الناس على أوجاع الإصلاح الاقتصادى. ولا يقل أهمية عن ذلك ما يُنشر عن النماذج التى يتخيرها الرئيس ليبرزها نموذجاً للشعب، بما تقدمه من قدوة فى العمل والكفاح ودعم جهود الدولة فى التنمية. وتفيض الأمثلة عن المساحة، فأكتفى بالفتاة سائقة التروسيكل، والسيدة سائقة الميكروباص.... إلخ. حتى مداخلات الرئيس السيسى الإعلامية على الهواء مباشرة أحسبها فى إطار الجهد المتميز لمؤسسة الرئاسة، وإيمانها بأهمية الرأى العام، وضرورة احترامه والعناية به.

 سأواصل الحديث لاحقاً عن أداء مؤسسة الرئاسة المُشرف، وكيف لا تقتدى به مؤسسات كثيرة. فإلى الأسبوع المقبل بإذن الله.