رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

بمناسبة مرور 100 عام على أقوال زعيم الأمة سعد زغلول زعيم الوفد وثورة 1919 ونحن نقترب من شهر مارس وعلى بعد 30 يوماً من انطلاق تلك الثورة التى فتحت للمصريين أبواب الوقوف فى وجه الأعداء بل والوصول إلى ثورة 1952 التى كانت إيذاناً بطرد المحتل خارج البلاد، فالوطنية هى حب الإنسان لبلاده أرض آبائه وأجداده وإنما نحب وطننا لما بيننا وبينه من الصلات المتينة، فقد تربينا فى جوه وبين قومه وصرنا منه بمنزلة الفرع من الشجرة كون هواؤه وتربته أجسامنا وصارت قوانينه وعرفه عاداتنا، وأصبحت طريقة أهله فى مأكلهم وملبسهم وكلامهم طريقتنا نحن إليه إذا نزحنا عنه وبهيج أشجاننا إليه ذكرانا له ونأنس بقربه ونعتز بعزته ونألم لهوانه.

أعود وأستسمحكم فى أن أستلهم من خطب الزعيم الأول علامة المصرية من الخطبة التى ألقاها فى الحفلة التى أقامها له الطلبة فى فندق سفواى بالإسكندرية يوم وصوله إلى الثغر فى 17 سبتمبر 1923.

فقال يا أيها الأمير الجليل «الأمير فاروق قبل أن يكون ملكاً على مصر والسودان» يدفعنى للكلام فى هذه الحفلة على تعبى وضعف صحتى واتساع المكان سببين: السبب الأول شكر الأمة فى أشخاصكم شكر الأمة جميعها على اختلاف طبقاتها من أكبر كبير فيها إلى أصغر صغير على العطف الذى أبديته ولا تزال تبديه فى كل فرصة من شدة ورخاء، من هناء وعزاء من سراء وضراء، شكراً لهذه الأمة الكريمة فأرجوكم تبليغ الشاهد منكم الغائب أنى أشكرها على اختلاف طبقاتها وأنى لا أرى الشكر بلسانى كافياً بحقها فعزمت آليت على نفسى أن أتفانى فى خدمتها «هتاف».

ولهذا فإنى أسامح كل عائب فى شخصى وكل من قصدنى شخصياً بسوء أو اعتدى علىّ وأسامح كل من سبنى أو قذفنى ولا أطلب من الله إلا أن يجازيه أحسن الجزاء «هتاف».

هكذا كان زعيم الأمة متسامحاً.. عطوفاً.. حنوناً.. غير متسرع كاظم الغيظ.. حليماً فى رده واستطرد زعيم الأمة فى خطبته قائلاً أما السبب الثانى فهو أننى رأيت بعض خطبائكم يوجه إلىّ تهمة كبيرة جداً لا يمكننى أن أتركها تمر دون أن أدافع عن نفسى فيها وهى أنى غرست فى قلوبكم محبة الوطن وأنى أشعلت الحماسة فيكم هذه تهمة لا يمكننى أن أسكت عنها.

نفيت لأنى متهم بأنى غرست الوطنية فيكم ولن أكن أنا الفارس للوطنية فى قلوبكم ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذى غرسها فى صدوركم وقد أخذتها عنكم لأننى معكم فسرت الوطنية منكم إلىّ.

نفيت لأنى تشربت بحبكم وأخلصت لكم ولما عجزوا عن إضافة هذا الحب فى قلوبكم وفى قلبى أعادونى فاضطررنا لانتصار حبنا على بغضهم وسوف يولينا الله سبحانه وتعالى النصر حتى نفوز بكل الأمانى.

هكذا كان زعيم الأمة يبث فينا الثقة فى أنفسنا وفى الله بحب هذا الوطن العزيز رحمك الله يا سعد.