التقينا، نحن شباب الوفد، فى بدايات الثمانينات من القرن الماضى فؤاد باشا سراج الدين إحدى العلامات البارز فى تاريخ الوفد وسط جوقة محترمة من رجالات مصر الأشداء المؤمنون بضرورة الحفاظ على الوطن، كنا نظن أنه عند لقاء الرجل سنجده متعالياً، لكنه فاجأنا بتواضعه الجم فشعرنا بارتياح وأقبلنا على الوفد بصدور رحبة محبين للعمل السياسى الذى هو أحد روافد العمل العام وخدمة الوطن الحبيب مصر والتفانى من أجل أبناء الأمة المصرية.. تعلمنا منه الكثير.
لم ينس الكل أن لفؤاد سراج الدين رصيداً فى النفوس فقد أسهم عندما كان وزيراً للشئون الاجتماعية فى إعداد العديد من القوانين النى أنصفت الطبقات الكادحة وغير القادرين، هذا بالإضافة إلى دوره النيابى وكان أصغر الأعضاء سناً فى البرلمان فى إلغاء الدعارة الرسمية كان واضحاً، أيضاً وقفته الوطنية فى مواجهة العدوان الإنجليزى على محافظة الإسماعيلية التى لن يطويها النسيان، فقد أمر قوات بلوكات النظام أن تدافع عن حرم المحافظة حتى آخر طلقة رصاص فى مواجهة الدبابات والمدافع الإنجليزية الأمر الذى أجبر القوات الباغية الظالمة على تأدية التحية لجنود وضباط الشرطة وهم يخرجون بعد نفاد الذخيرة وهو موقف أخذ به فؤاد سراج الدين وزير الداخلية من قبل بعض المؤرخين إلا أنه حين إمعان النظر ينم عن حس وطنى رفيع لا يزايد ولا يدعى ولا يهون نشأ فؤاد سراج الدين فى قرية كفر الجرايدة بكفر الشيخ بعد انتقال الأسرة من الشرقية، ثم انتقل الى القاهرة بحى المنيرة وكان طالباً بمدرسة السعدية الثانوية ثم التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، كان وكيلاً للنائب العام ونائباً بالبرلمان ووزيراً للزراعة، ثم وزيراً للداخلية ووزيراً للمالية ووزيراً للمواصلات وللتضامن الاجتماعى وزعيماً للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ شارك بقوة فى إلغاء معاهدة 1936.
لا ننسى خطابه الشهير فى نقابة المحامين فى 23 أغسطس 1978 بعدها أعاد الوفد للحياة السياسية فى 4 فبراير 1978 وتجميده لنشاط الوفد فى 2 يونيو 1978، ثم عودة الوفد بحكم قضائى فى 29 أكتوبر 1983 ثم كان أول إصدار صحفى لجريدة «الوفد» برئاسة تحرير الكاتب الصحفى المغوار مصطفى شردى.
عضو اتحاد كتاب مصر