رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

كم مسئولا أطاح به لسانه من منصبه؟ كثيرون، وزراء ومسئولون كبار فى الدولة، ومازلنا ننادى، ونطالب امسك لسانك، ويردون زلة لسان، هل تحاسبوننى على زلة لسانى؟!

لو تدبر الذين زلوا بلسانهم فى حق الآخرين تعاليم الدين والسنة ما استجابوا للمخبوء تحت ألسنتهم، فقد قال الإمام على رضى الله عنه فى ذلك: المرء مخبوء تحت طى لسانه، أى أن اللسان يكشف عن صاحبه إذا تحرك بالكلام.

وهل يكب الناس على وجوهم إلا حصائد ألسنتهم، ونقول فى الأمثلة الشعبية لسانك حصانك أن صنته صانك وأن هنته هانك.

لكن رئيس حى العجوزة ركب حصان خياله أمام لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، وتجاهل تعليمات القيادة السياسية ورئيس الحكومة بحسن معاملة المواطنين، والمحافظة على الاحترام المتبادل بين قيادات الإدارة المحلية والمواطنين وأطلق للسانه العنان فى توجيه عبارات غير لائقة لأهالى امبابة وبولاق الدكرور من أمثلة أوباش وبلطجية واعتبرهم الحيطة المايلة، وناس شعبيين، معظمهم من الكادحين ليصب عليهم افرازاته بعد فشله فى التصدى لضوضاء المقاهى فى العجوزة، واكتشف أن مؤجرى المقاهى من هذه المناطق الشعبية، وبدلاً من قيامه بممارسة سلطته بمنع المخالفات، استخدم لسانه فى إهانة خلق الله الطيبين!!

وكنت قد تناولت هذا الموضوع فى مقال سابق، وقلت فيه لكل داء دواء يستطب به إلا   المحليات  أعيت من يداويها، وطالبت رئيس حى العجوزة بتقديم استقالته، وقلت انتظر قرار اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية!

وجاء الرد السريع من اللواء شعراوى، وتبين أنه لا يملك دواء واحدًا لسد ثغرات الإدارة المحلية ولكن عنده عدد كبير من الأدوية، ولكل داء دواء ودواء سلاطة اللسان، الذى أصبح اسم الدلع له «زلة» هو البتر وأصدر الوزير قراره بإقالة رئيس حى العجوزة من منصبه ونقله إلى محافظة القاهرة يقضى فيها الفترة المتبقية له لحين خروجه على المعاش، وسيتم تعيين رئيس حى جديد للعجوزة.

من حق رئيس الحى المقال أن يقول إنه يكفيه خروجه من موقعه بسمعته وثقة الناس فيه، وهذا صحيح لأن المحليات فى حاجة إلى إصلاح وإعادة نظر فى ضوء القانون الجديد لوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب بعد دورات تدريبية يجتازها المرشح وفى مقدمتها تدريبه على حسن معاملة المواطنين، وأن يكون من بين الاختبارات الكشف على لسانه، والبحث عن المخبوء تحته، وأن يكون المرشح مستمتعًا بغدة خاصة تفرز الكلام الحلو، الناس مش ناقصة! وفى نفس الوقت تحتاج إلى مسئولين قادرين على تطبيق القانون، لأن رئيس حى العجوزة لو كان قد طبق القانون على المقاهى المخالفة، ما كان لسانه زل ولا كان النواب احتجوا على إهانته لمجتمع محترم، صحيح هم شعبيون لكنهم يعتزون بكرامتهم، وسمعتهم وإن خرج أفراد على القانون فلينفذ القانون دون تجريج.

تقديرى للنائب محمد الحسينى الذى رفض إهانة أهالى دائرته والذى طالب برد اعتبارهم.

وشكرًا لوزير التنمية المحلية فإن قراره السريع يؤكد أن الدولة حريصة على احترام المواطنين والدفاع عن كرامتهم وأخذ حق الضعيف من القوى.