رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بمناسبة انعقاد معرض القاهرة الدولى للكتاب، السؤال الذى يطرح نفسه.. هو كيف نحول الكتاب إلى صناعة، وكيف نجعل من عملية النشر عملا استثماريًا كبيرًا وليس مجرد مجموعة من الناشرين والمطابع المتناثرة، وكأنها عمل فردي، من هذا الناشر أو ذاك، وليست منظومة اقتصادية تحتاج إلى آلاف الأيدى العاملة، والمطابع، والتجهيزات الفنية المتطورة.. ومصانع الورق والأحبار ومنافذ البيع وأسطول للنقل؟!

نحن لدينا أقدم معرض للكتاب فى المنطقة، وعمره الخمسون هذا العام، ربما يتجاوز عمر الكثير من الدول، ولدينا ما لا يقل عن 50 مليون نسمة جاهزين للقراءة وعلى استعداد لشراء الكتاب.. وهناك بالفعل حركة بين الشباب واسعة الانتشار للقراءة والكتابة، وهى ظاهرة تستحق البحث.. فإن أكثر عناوين الكتب وأشهرها وأكثرها انتشارا ومبيعًا.. هى بأقلام الشباب.. وأكاد أجزم أن عادة القراءة، ووجود المكتبة فى البيوت، عادت مرة أخرى.. ولكن ارتفاع أسعار الكتب المبالغ فيها من بعض دور النشر تواجه الكثير من الأفراد والأسر.. ربما مبررات الناشرين، صحيحة، فى اضطرارهم لرفع أسعار الكتب، بسبب ارتفاع أسعار الورق والأحبار وغيرهما من مستلزمات نستوردها بالعملة الصعبة.. ولهذه الأسباب يعيد السؤال طرح نفسه.. كيف يوجد كل هذا السوق للكتاب ولا توجد صناعة كتاب بالمعنى الاقتصادى والاستثمارى.. بدلا من حالة الدكاكين المفتوحة فى شوارع القاهرة والاسم دور نشر!

الدولة، من خلال الهيئة العامة للكتاب تقوم بدور مهم ومتميز، فى عملية النشر، وحقيقة تقوم الهيئة الفترة الأخيرة، برئاسة الدكتور هيثم الحاج، بعمل ضخم فى إثراء حركة النشر بمئات العناوين من الكتب، شكلًا ومضمونًا، خاصة بالنسبة للشباب، فهى لم تعد مقتصرة على شيوخ الكتاب كما كانت فى السابق، بل تفتح أبوابها للكتابات الجديدة، والاقلام الشابة.. على جانب آخر هناك مطابع عامة عريقة، وتحتاج بالتأكيد إلى التحديث التكنولوجى مثل دار الهلال ودار المعارف وغيرهما.

يضاف إلى ذلك دور النشر الخاصة، وهى كبيرة، وقديمة فى حركة النشر، وهناك أسماء منها، تتحمل، وتحملت مسئولية نشر الفكر والإبداع والثقافة المصرية للدول العربية والعالم لسنوات.. ولذلك لابد من صناعة للكتاب تجمع كل ذلك فى منطقة صناعية واحدة، تضم المطابع ومصانع الورق والأحبار بدلا من استيرادها بملايين الدولارات.. بالإضافة إلى إمكانية افتتاح مئات المنافذ فى المدن الجديدة.. وهو موضوع يحتاج إلى اهتمام خاص من الفكر الشاب لدى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ومن وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، النشيطة الدكتورة سحر نصر، فى إطار ما يتم تحديثه للاستثمار والصناعة والتجارة.. وأعتقد أن دور النشر العامة والخاصة وكل اتحاد الناشرين المصريين.. يسعدهم، ويسعدنا، أن نجعل من الكتاب صناعة اقتصادية واستثمارية.. ومنصة حضارية لمواجهة التطرف والإرهاب الفكرى!

[email protected]