عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

ربما كانت الصدفة، التى هى خير من ألف ميعاد، هى التى جعلت القاهرة مقصداً لاثنين من القادة لكى يحلا ضيفين كريمين عليها فى نفس الأسبوع، بل فى نفس اليوم. فقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى كلا من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والرئيس السودانى عمر البشير لإجراء محادثات حول كافة الموضوعات السياسية والاقتصادية والثقافية التى تهم مصر مع كل من الدولتين. وليس سراً أن كلا من الرئيسين يواجه مشكلات داخلية نتيجة مظاهرات احتجاجية على سياسات حكومته بلغت حد المطالبة بإقصائهما عن سدة الحكم. فالرئيس ماكرون يواجه أصحاب السترات الصفراء الذين بدأوا إضرابهم احتجاجاً على زيادة الحكومة أسعار الوقود، ولكن مع استمرار المظاهرات زاد سقف المطالب إلى حد المطالبة باستبعاد الرئيس. ويواجه الرئيس عمر البشير بدوره احتجاجات متزايدة عمت العديد من أرجاء السودان الشقيق.

وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد مباحثاته مع الرئيس السيسى، اعترف الرئيس الفرنسى بحق المتظاهرين فى التعبير عن آرائهم طبقاً للدستور والقانون الساريين فى البلاد. ولكنه أضاف أن قوات الأمن الفرنسية تواجه أعمالاً تخريبية من بعض الفوضويين الذين يندسون وسط المتظاهرين ويقومون بأعمال عنف وتدمير مما يستوجب القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.

وقد تناولت محادثات الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين وقضايا حقوق الإنسان. وفى هذا الصدد قال الرئيس ماكرون «إن استقرار وأمن مصر يمثل أهمية استراتيجية لنا» وأضاف أن تعزيز الاستقرار والسلام يترافق مع كرامة الجميع وتعزيز دولة القانون ولا يمكن أن ينفصل عن مسألة حقوق الإنسان. وحول هذه النقطة أشار الرئيس السيسى إلى ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وقال إننا دولة ومنطقة لها خصوصيتها. ومن ناحية أخرى قال الرئيس السيسى إنه يتفق مع ماكرون على ضرورة إعطاء دفعة قوية للتعاون فى المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة لتعكس مكانة وتميز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين مصر وفرنسا.

ومن ناحيته سلم الرئيس البشير بوجود مشكلة فى السودان، ولكنه قال إنها ليست بالحجم الذى تروج له بعض وسائل الإعلام، مؤكداً أن ما يحدث هو محاولة لاستنساخ ما يسمى الربيع العربى من خلال استخدام نفس الشعارات والوسائل.

وبالرغم من القضايا الكثيرة التى تشغل بال الرئيس السودانى فقد أفرد أهمية خاصة لقضية سد النهضة بقوله «مصر هى النيل» وما يدور الآن من بناء سد النهضة وتشغيله هو أمر يهم مصر والسودان باعتبارهما دولتى المصب، مؤكداً تنسيق موقف السودان مع مصر بالاتفاق مع إثيوبيا على أن حقوق مصر من الماء محفوظة ولا يجوز المساس بها. ولا شك أن هذه قضية أمن قومى تهم الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل، شريان الحياة لمصر. وقد أشار الرئيس السيسى إلى أهمية مواصلة العمل للتوصل فى أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد. وأكد الرئيس على تعزيز التعاون الثنائى خاصة فى المجالات الاقتصادية والمشروعات المشتركة كمشروع الربط الكهربائى والربط بين السكك الحديدية.

وهكذا قام اثنان من الرؤساء المأزومين فى دولهما بزيارات ناجحة للقاهرة. فهل يتسع حضن القاهرة لاستقبال مزيد من الرؤساء المأزومين مثل الرئيس الأمريكى ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى؟ يا مرحباً.