رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يخطئ من يظن أنه قادر على القضاء نهائياً على الإرهاب. وما أقصده من الإرهاب هنا، هو الإرهاب الدولى الذى تحميه وتساعده دول كبرى لها أغراض متعددة فى مساندة الإرهاب.

صعوبة القضاء على الإرهاب ترجع لسببين اثنين. أولهما، أن الإرهاب الدولى ليس جيشاً نظامياً يمكن مواجهته والقضاء عليه بالطرق التقليدية، وإنما هو عبارة عن مجموعات وكيانات إرهابية متفرقة ومنتشرة فى الكثير من أنحاء العالم، هذه الكيانات عادة ما تسكن الجبال والصحارى والمناطق الوعرة للاحتماء بها. وبالتالى، من الصعب القضاء عليها نهائياً. أما السبب الثانى، أن الإرهاب الدولى ترعاه وتمده دول كبرى، ولكل منها غرض معين فى مساندتها للإرهاب.

فعلى سبيل المثال، فإن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وإنجلترا تهدف من مساندتها للإرهاب، هدم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط للقضاء على المشكلات العديدة التى تسبب فيها المسلمون المتطرفون. أما إيران، فهى تسعى لإعادة السيطرة على الخليج العربى طمعاً فى ثرواته، وأملاً فى عودة الدولة الفارسية. وعن تركيا فهى تحلم أيضاً بعودة الدولة العثمانية، طمعاً فى الموقع الجغرافى المتميز لمنطقة الشرق الأوسط. أما إسرائيل فهى الأخرى تريد فرض سيطرتها على المنطقة ولو اقتصادياً، أملا فى سلامتها وبقائها فى المنطقة كأكبر قوة مسيطرة.

ومن هنا، فإنه لكى نقضى على الإرهاب الدولى، لابد أولاً أن نقضى على منابعه وهى الدول الكبرى التى تسانده، وبالطبع هذا أمر شبه مستحيل لأن هذه الدول متمكنة عسكرياً واقتصادياً وقوة. وإما أن تتفاهم دول المنطقة مع هذه الدول للابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط عن طريق تكوين علاقات اقتصادية فيما بينهم، وهذا أيضاً فى تقديرى شبه مستحيل لتعارض المصالح القومية لكل دولة مع الدول الأخرى. وبالتالى، فإن الادعاء بإمكانية القضاء نهائياً على الإرهاب الدولى هو تصور غير منطقى وشبه مستحيل.

أما إذا كان المقصود هو القضاء على الإرهاب المحلى، فهذا فى تقديرى ليس بالصعوبة التى تحيط بالإرهاب الدولى. فالإرهاب المحلى غالباً ما تكون تشكيلاته وأعضاؤه معروفين لدى الأجهزة الأمنية، وبالتالى يمكنها السيطرة عليهم والقضاء عليهم نهائياً إذا لزم الأمر. وغنى عن البيان أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استطاع القضاء عليهم وجعلهم يفرون إلى الدول المجاورة، وظلوا بعيدين عن مصر حتى جاء الرئيس السادات وأعادهم مرة أخرى لضرب الروس الذين استعان بهم عبدالناصر فى فترة حكمه.

نخلص من كل ما تقدم، أنه إذا كانت فكرة القضاء على الإرهاب الدولى أمراً شبه مستحيل، فإن الشىء الممكن هو القضاء على الإرهاب المحلى، تماماً كما فعل جمال عبدالناصر حينما طرد إخوان الشياطين من مصر إبان فترة حكمه للبلاد، حتى لو كانت هناك دول كبرى تسانده كأمريكا وإنجلترا، أو حتى تنظيم دولى يدعمه كالتنظيم الدولى للإخوان، فإننا رغم هذا يمكننا محاصرة الإرهاب المحلى والقضاء عليه داخلياً.

أما عن زيارة الرئيس السودانى عمر البشير التى قام بها مؤخراً لمصر رغم تواجد رئيس دولة كبرى آخر هو الرئيس الفرنسى ماكرون وإصراره على مقابلة الرئيس السيسى، لابد أن يكون وراء تلك الزيارة أمر عاجل وهام، وأتصور أن السودان مقبل فى الأيام القادمة على الفوضى الخلاقة التى تعرضت لها أغلب دول منطقة الشرق الأوسط، وربما يطاح بنظام البشير كما حدث فى تونس وليبيا واليمن وسوريا.

وغنى عن البيان أن أى اضطرابات قد تحدث فى السودان سيكون لها أثر كبير على مصرنا العزيزة، خاصة أن السودان هو جزء من مصر. وبالتالى، فإن حدوث أى اضطرابات هناك قد يؤثر على علاقاتنا مع السودان، وربما يكون لها آثار خطيرة على أمن البلاد. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها.

وتحيا مصر.