الشعب يريد:
هل تعود الطبقة الوسطى للمجتمع المصرى؟ فهى صمام الأمان للأمة، ورمانة الميزان فى كل الأحوال.. وهى الطبقة التى قدمت للمجتمع الخبرات والشخصيات المحترمة المتزنة والتى تقوم على التوازن الاجتماعى والمادى وتنحاز دائمًا للقيم والمال الحلال والتربية والتعليم الصحيح.. ومشكلات المجتمع المصرى التى نعانى منها الآن هى صعود طبقات غريبة غزت الأسر المصرية بالمال الحرام والجرى وراء الناجحين والمتميزين من أبناء الطبقة الوسطى لتدميرها واحتلت بعض هذه الطبقات مواقع مهمة وزرعت الفساد واستغل بعض المسئولين هؤلاء «الخدم» لتأصيل الفساد والتجارات المحرمة حتى استشرى الفساد واصبح «للرقب» وليس «للركب» كما قال زكريا عزمى النائب البرلمانى السابق ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق حسنى مبارك.
ويكاد يجمع اساتذة علم الاجتماع السياسى وعلماء التربية وعلم النفس أن علاج الكثير من مشاكل المجتمع المصرى فى عودة الطبقة المتوسطة لتؤدى دورها وتصيغ تربية الأطفال والشباب كما كانت فى الماضى مع مراعاة فرق التوقيت وتحديث المفاهيم كى تلائم التطور التكنولوجى ووسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية وكل ما يتدخل فى حياتنا وحياة أبنائنا رغمًا عنا وخارج تحكمنا كأسر وأباء وأمهات ومدرسين..
ويلعب الاعلام دورًا أساسيًا فى اغتيال الطبقة الوسطى والسبب فيللات مدينة الانتاج الاعلامى وتقنين السرقة وأساليب الغنى الفاحش وتجارة المخدرات والسلاح والآثار وتدخين الشيشة والسجائر وكل ما هو ضد مصلحة الوطن.
والآن يخوض الكاتب الكبير أستاذنا صلاح منتصر الذى اقترب بحب واحترام من أسر الطبقة المتوسطة ولحق بها قبل تآكلها تمامًا..
ومن خلال محاولاته بدأت هذه الطبقة تعود للحياة وساعده أخيرًا متابعته لأولى «حلقات أبوالعروسة» أعادنا لهذه الطبقة بسلاسة وهدوء وواقعية المجتمع المصرى المتدين والمتزن فى الأصل وبدأت بناء على مقال استاذنا صلاح منتصر فى مشاهدة المسلسل كاملاً على مدى ثلاثة أيام وشعرت بعودة الأدب والمثل العليا والقيم وتذكرت مجتمعا كان متوازنًا وله أهداف ويتمتع بالسعادة بالرغم من قلة الامكانيات والحب والاحترام بين أسر وأفراد وكأننا عدنا للزمن الجميل علاقات بلا مصالح وكأنهم اتفقوا على خصام النفاق وغياب الأدب وتشويه الناجحين والأقوياء أننى أدعو الكتاب ومؤلفى المسلسلات للعودة إلى الجذور المصرية الأصيلة ولأستاذنا صلاح منتصر استمرار محاولاته لعودة الطبقة المتوسطة أساس المجتمع المحترم والمتقدم.