رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

طرح الرئيس عبدالفتاح السيسى سؤالاً فى غاية الأهمية على الجانب الفرنسى فى المؤتمر الصحفى العالمى الذى عقده مع الرئيس الفرنسى ماكرون، وهو ماذا كنتم ستفعلون لنا لو سقطت الدولة المصرية؟! وجاء هذا السؤال الخطير فى معرض الحديث عن حقوق الإنسان، طبعًا الإجابة ستكون معروفة لا شىء، فماذا فعلت أوروبا وأمريكا للدول التى سقطت حولنا، بالطبع لا شىء، انهيار هذه الدول حولها إلى شعوب جائعة، وجنرالات متناحرة، وحروب أهلية وطائفية، وأطلال ينعق فيها البوم، ويلتف الذئاب حولها لتقسيمها بعد نهب ثرواتها.

مصر كانت مرشحة لهذا المصير، واجهت شبح السقوط، وتحولت إلى شبه دولة فى فترة كان يخطط المخططون من الداخل والخارج لأن تصبح دولة دينية، وفطن الشعب المصرى لهذا المخطط وقرر بناء دولته الجديدة بالعرق والدم، ومواجهة الإرهاب وحده. لا تنكر أى دولة الدور الذى تقوم به مصر فى مواجهة الإرهاب نيابة عن العالم، وفى نفس الوقت تواصل مرحلة البناء للحفاظ على الدولة الوطنية.

وعندما تبنى مصر بنفسها بسواعد أبنائها، فإن هذا البناء الذى هدفه الاستقرار من أبرز حقوق الانسان المصرى، فبدون دولة مستقرة ذات مؤسسات قوية وفاعلة لا يمكن للأفراد أن يمارسوا أو يتمتعوا بحقوق الانسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالتنمية ودعم حرية الرأى والتعبير فى مصر تسير بالتوازى مع مكافحة الإرهاب عسكريًا وفكريًا.

وكان الرئيس السيسى صادقًا ويتحدث من فوق أرض صلبة عندما قال للصحفيين الفرنسيين الذين رافقوا ماكرون إلى قصر الاتحادية: ليس لدينا ما نخجل منه، لكننا نقود بلدنا بالأمانة والشرف والعزة، ثقة الرئيس السيسى مستوحاة من وقوف أكثر من 100 مليون مصري خلفه، فوضوه فى الحكم، وانتخبوه من خلال الصناديق، مما جعل الرئيس يقول انه ليس طامعًا فى سلطة لأنه موجود بإرادة المصريين، ولن يستمر إذا رفضه الشعب.

إرادة الشعب التى تحدث عنها السيسى تلخص حقوق الإنسان المصري الحر فى اختيار رأس الدولة، ولا يمكن اختزال حرية الشعب فى حرية الرأى، والشعب المصرى كما قال الرئيس للفرنسيين هو صاحب الحق فى تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية، فالحق يشمل الحق فى الحياة والأمن وحرية التعبير والتنمية والحصول على غذاء ورعاية صحية وتعليم ومسكن.

المصريون يبنون ويعمرون وينتجون ويحاربون الإرهاب، المصريون فى سبيل بناء مصر الجديدة واجهوا ترسانات الأسلحة، والمصفحات، والأفكار الإرهابية المتخلفة، وعندما قال الرئيس إن حقوق الانسان المصرى لن تنهض بالمدونين فإنه يقول إنها تنهض بالعمل والبناء، والإصلاح الاقتصادى والدينى، وترسيخ المواطنة وليس بالكلام، لأن هناك فرقًا بين حرية التعبير، وبين من يحاولون هدم الوطن، مؤسسات المجتمع المصرى كما قال الرئيس بكل أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية تتضافر لتطوير منظومة حقوق الإنسان المصرى.

الدولة المصرية تحترم حقوق الإنسان وفقًا للقانون والحفاظ على الدولة، لكن بعض الدول تنظر إلى حقوق الإنسان السياسية لبعض العناصر التى تتبنى العنف وتمارس القتل والتخريب والتفجير، وتتغاضى عن حقوق ضحايا الإرهاب سواء من المدنيين أو العسكريين ورجال الشرطة، فى مصر 45 ألف منظمة مجتمع مدنى تؤدى دورها، وهناك تعديلات تتم على قانون الجمعيات الأهلية لتوفير مناخ جيد لأداء دورها.

الرئيس الفرنسى ماكرون كان شديد الإصغاء والتركيز لردود الرئيس السيسى على الصحفيين، وعقب بأن فرنسا لا تحاول أن تملى على أى شعب ما يجب أن يفعله، ومصر دولة اقليمية واستقرارها بالغ الأهمية لفرنسا والمنطقة وأوروبا بالنظر لأهمية القاهرة ودورها العسكرى فى محيطها وموقعها الاستراتيجى فى افريقيا والشرقين الأوسط والأدنى، ماكرون قال ذلك لأنه متأكد أن  مصر هى الكبيرة القوية، العصية على الكسر.