رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا أزال أذكر أني زرت يوماً مدينة المنستير التونسية ، وأني زرتها لسببين ، أولهما أنها مسقط رأس الحبيب بورقيبة، بطل استقلال تونس، وصاحب نهضتها الحديثة.. والسبب الثاني أن فيها متحفاً يحمل اسمه ويضم أشياءه الخاصة، من أول عصاه الشهيرة، ومروراً ببدلته البيضاء الأشهر من العصا، وانتهاءً بالنظارة والقبعة، ثم أشياء كثيرة أخرى كانت جزءاً من مسيرته السياسية الطويلة، وكانت ولا تزال ذات معنى في وجدان كل تونسي عاصر تلك المسيرة أو سمع بها! 

ولهذا كله ، كان يوسف الشاهد رئيس الوزراء التونسي ، يعرف جيداً ماذا يفعله ، وهو يختار المدينة قبل ثلاثة أيام ، ليعلن منها اطلاق حزب سياسي جديد يرأسه ويملك من خلاله كتلة في البرلمان من ٤٤ نائباً! 

ولأن انتخابات الرئاسة في تونس سوف يجرى تنظيمها في نوفمبر من هذا العام ، فالواضح أن الشاهد يسعى إلى أن يكون رقماً كبيراً فيها من خلال هذا الحزب الجديد مرة ، ومن خلال رئاسته للحكومة من هنا الى موعد الانتخابات مرةً ثانية! 

وما لم يظهر منافس جديد له على مدى الشهور القادمة ، فسوف يكون له منافسان اثنان قويان : الرئيس الباجي قايد السبسي الذي يتولى الرئاسة من ٢٠١٤، ثم الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية، الذي لا يزال يعمل على تسريب أخبار عن رغبته في خوض سباق الرئاسة، وتسريب عكسها في ذات الوقت ، على سبيل بالون الاختبار في المشهد السياسي التونسي الواعد بالجديد في كل صباح! 

وإذا كان الباجي قد كشف عن رغبة في الترشح ، فسوف تكون عوامل كثيرة في صفه ، ولكن عامل السن لن يسعفه في الغالب! 

ورغم أن حزب نداء تونس الذي أسسه السبسي، وتولى قيادته، وكسب به معركة الرئاسة والبرلمان قبل خمس سنوات ، كان هو الحزب رقم واحد في المجلس النيابي من حيث عدد نوابه، الى أسابيع قليلة مضت، إلا أن انشقاق الشاهد عنه، قد جعله في المرتبة الثالثة، بعد حزب النهضة الذي حل أولاً، وكتلة رئيس الوزراء التي تحل ثانياً منذ انشقاقه عن حزب الرئيس! 

ومما قيل في حفل اطلاق الحزب الجديد للشاهد، أن الشيء الوحيد الذي يجمعه مع حزب الغنوشي، هو الاستقرار الحكومي.. والقصد استمرار الحكومة الحالية دون تغيير الى انتخابات نوفمبر .. وهذه مسألة تجمعهما على هذا الهدف منذ فترة ، وتجمعهما أيضاً ضد رغبة الرئيس الذي لا يترك مناسبة إلا ويعبر فيها عن رغبته في تغيير الحكومة، أو تعديلها في أقل القليل! 

ولو أن النهضة دعمت الشاهد في السباق الرئاسي، وهذا وارد الى حد كبير، وتتناثر حوله مؤشرات هنا وهناك ، فسوف يدخل الرجل قصر الحكم في قرطاج بسهولة!.. ولا يزال التعليم الذي وصل الى معدلات ايجابية عالية أيام الحبيب، ومن بعده زين العابدين بن علي، يعطي الحياة السياسية التونسية الكثير جداً من الحيوية، ومن القدرة على التجديد، ومن التفاعل الحي مع الناس!