عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

من يتأمل سلسلة المبادرات التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الشهور الماضية يكتشف بسهولة أننا أمام عملية إصلاح هيكلى للدولة المصرية، وليس إصلاحاً لملفات جزئية.. والفارق بين الاثنين كبير.

الإصلاح الهيكلى يتعامل مع جذور المشكلات وأسسها ويعيد ترتيب الأوضاع وفق قواعد علمية مدروسة، أما الإصلاح الجزئى فهو شىء أشبه بـ«الترقيع» الذى يقدم حلولاً فورية مؤقتة.

مشكلة النوع الأول من الإصلاحات أنه يستغرق وقتاً لكى يشعر الناس بأثره، أما الثانى فيكون الشعور به سريعاً مثل من يتعاطى مسكناً فيدركه التحسن المؤقت فى أحواله دون أن يكون للمُسكن أثر حقيقى فى حل المشكلة.

وهذا هو «الطريق الصعب» الذى اختار السيسى أن يسير فيه..

وأعتقد أن من يتابع حديث الرئيس فى الاحتفال الأخير الذى أقامته مؤسسة «تحيا مصر» لإطلاق مبادرة «نور حياة» والتى تستهدف إجراء الكشف الطبى وعلاج طلاب المدارس الابتدائية، وتقديم العلاج لنحو مليونى شخص من غير القادرين، بالإضافة إلى توفير مليون نظارة طبية، وإجراء 250 ألف عملية جراحية.. يكتشف بسهولة أن الدولة عازمة على حل مشاكلها «المزمنة».. وخاصة تلك التى تتلامس مع أهم احتياجات الناس، وهى الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

مبادرة «نور حياة» ليست هى الأولى، بل تأتى تتويجاً لسلسلة من المبادرات بلغ عددها 10 مبادرات فى قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية والإنسانية، وبدأت هذه المبادرات بمبادرة إطلاق سراح الغارمين والغارمات وسداد ديونهم، ومبادرة علاج فيروس سى، ثم مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة «حياة كريمة»، ومبادرة طلاء واجهات المنازل لكى نستعيد الوجه الحضارى لمصر بعد أن انتشر القبح والعشوائية.

إنها مبادرات تكشف عن أننا أمام رئيس صاحب قرار، ويملك زمام المبادرة المستندة إلى قراءة أمينة وواقعية لحال المجتمع المصرى.

رئيس شطب من قاموس حياته كلمة «مستحيل»..

رئيس لا يعرف إلا لغة العمل والبناء والإنجاز..

ما ينتظره المصريون من الرئيس الآن أن يُطلق مشروعه الثقافى الذى يعبر به عن مقومات هذه الدولة بكل تاريخها وتراثها الفكرى والمعرفى..

وأعتقد أن بوادر هذا المشروع الثقافى تظهر فى حديث الرئيس الدائم عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى وتطويره، وهو ما تجلى بالعمل قبل القول فى احتفالية افتتاح مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة، حين وقف العالم مبهوراً أمام حضارة مصر التى جعلت شيخ الأزهر يلقى كلمة ويشارك فى افتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح»، وبالمثل يشارك بابا الكنيسة ويلقى كلمة فى افتتاح مسجد «الفتاح العليم».

إذن بداية المشروع الثقافى للرئيس موجودة، وتنتظر أن يُطلق الرئيس هذه المبادرة.

إن مصر تخوض معركة حقيقية على أكثر من جبهة.. تحارب الإرهاب بكل أشكاله، وتعيد بناء مؤسساتها، تشق الطرق، وتشيد الصروح والكبارى، وتنفض الصدأ والغبار الذى تراكم على العقلية المصرية عبر عشرات السنوات.. والأهم من كل ذلك أنها تسابق الزمن لاختصار وتعويض 40 أو 50 سنة فى مدة لا تتجاوز 4 أو 5 سنوات..

وهذا هو مشروع الرئيس السيسى..

[email protected]