رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صكوك

لم أفهم كثيراً ما يفعله وزير التربية والتعليم فى هذا النظام الجديد.. ربما يكون نظاماً رائعاً يستحق التتويج أو فاشلاً لا يضيف إلى ما نحن عليه سوى الفشل لأقصى درجاته.. ولكن كل ما أستطيع رصده هو التجربة الشخصية وابنى طالب أولى ثانوى الذى استطاع الوزير هدم كل ما حاولت بناءه فيه وأمام عينى «الضمير».. الانهيار بدأ منذ فرحة ابنى بأخذ الكتاب المدرسى معه الامتحان وفرحته الأكثر فى ما يحدث من تسريب للامتحانات.. أصابنى ما يحدث بإحباط شديد والغريب أن كل الطلاب اتفقوا على كتابة الإجابات على الكتب الدراسية للغش فى الامتحان.. يعنى الكتاب معاك وبرضه عايز تغش.. الوزير هدم فى لحظة كل ما قمنا ببنائه، ورغم أن ابنى من المتفوقين دراسيا إلا أنه لم يخف فرحته بهذا العك وضياع شقا ومال ومجهود الترم الأول فى الهواء من دروس خصوصية، وكتب خارجية وحرق أموال وحرق دم عند تأخره على حصة الدرس أو تأخره أثناء الرجوع من الدرس.. أشياء كثيرة عانى منها أولياء الأمور لا حصر لها استعداداً للامتحانات وفى النهاية تأتى المحصلة صفراً وأصبح كل هذا المجهود ليس له أى معنى لأن الامتحان لن يضاف إلى المجموع وتحول إلى اختبار تدريبى على النظام الجديد.. بعد أن أمضينا أسابيع من العام الدراسى فى التيرم الأول دون أدنى اعتبار لأى أحد من طلاب أو أولياء أمور أو حتى مدرسين.. وعلى الجميع النزول للغوص فى الملاحة وإما الجنون أو الانتحار كما فى فيلم العار.. لماذا لم يتم الإعلان عن هذا الاختبار التجريبى قبل بدء العام الدراسي..؟!

إنها مأساة الفوضى وعدم الدراسة الجيدة للأمور.. الحقيقة الوزير لم يهزم الدروس الخصوصية لأنها بدأت بالفعل مع بداية العام الدراسى ولكنه هزم ولى أمر الطالب وأسقطه أرضا.. علاوة على إيصال الأمانة الذى انتزعته وزارة التربية والتعليم من جميع أولياء الأمور وأصبح على كل مواطن له ابن أو ابنة فى التعليم دين بإيصال أمانة وقدره ٤٥٠٠ جنيه ثمن التابلت الذى سوف يحصل عليه الطالب.. وتلك المرة الوحيدة التى أوقع فيها على إيصال أمانة وهو عبارة عن تعهد بالمحافظة على التابلت والتحفظ عليه أمانة والمطلوب تسليمه سليماً معافى بعد قضاء المدة مع شرط عدم صيانته أو إصلاحه إلا فى مركز الصيانة الذى حددته الوزارة.

وهل يساوى التابلت كل هذا المبلغ؟ ولماذا الإصرار على إجبار ولى الأمر على مركز صيانة محدد وهو ربما يكون أكثر تكلفة؟.. وهل يستطيع الطالب المحافظة على التابلت كل تلك السنوات الدراسية؟.. تذكرت ابنى الذى حددت له ميزانية للإنفاق على نظارة النظر التى لا يمضى على بقائها أكثر من شهر وتنكسر.. وحقيبة المدرسة التى سرقت منه بمجرد تركها فى ماتش كرة داخل المدرسة.. وارتعشت يدى وأنا أوقع على تلك الورقة الدين الذى قارب على الخمسة آلاف جنيه.. مسكين يا ولى أمر الطالب المصرى تعانى من دروس وكتب خارجية وأخيرا تابلت معبأ بالديون. إنها حقا وزارة التربية والتعذيب.

** أخير يتجدد الأمل فى الدفاع عن حقوق الإنسان المصرى المسكين ولابد من الثناء على الإيجابية التى قامت بها الدولة حيث تحركت وزارة التضامن وصندوق تحيا مصر ودفعت بأسطول من السيارات بالقاهرة لإنقاذ الأطفال والمسنين بدون إيواء وبدون سكن. وتم تخصيص الخط الساخن 16439 لمساعدة الفريق للوصول للحالات.. تلك هى مصر التى تقف بجوار المساكين والضعفاء من أبنائها المشردين.

 

[email protected]