رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

سوريا فى قلب المناطحة من أكثر من جهة، وآخرها عدوان إسرائيل الآثم الذى استهدف دمشق وريفها يوم الاثنين الماضى الحادى والعشرين من يناير الجارى، والذى جاء فى إطار محاولات إسرائيل المتكررة لإطالة أمد الأزمة السورية ومد جسور الحرب الإرهابية التى تتعرض لها.

وهذه العملية ليست الأولى فلقد قامت إسرائيل باستهداف مطار دمشق مساء الجمعة الحادى عشر من الشهر الجارى بذريعة كاذبة ادعت خلالها بوجود مخازن صواريخ لحزب الله ومن ثم قامت باستهدافها.

ولقد تصدت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت منها الكثير. ويظل هدف إسرائيل من العدوان الآثم المستمر والمتكرر على سوريا هو إطالة أمد الحرب وإشاعة عدم الاستقرار، فإسرائيل تتطلع إلى أن تكون هى اللاعب الرئيسى فى زعزعة الاستقرار فى سوريا عبر انتهاكها الدائم للسيادة السورية.

وربما ومن خلال استهدافها لمطار دمشق تبعث برسالة للعرب تقول فيها: (لاتقتربوا من مطار دمشق الدولى).

أطلقت إسرائيل عاصفة من الصواريخ جو أرض وأرض أرض ولأول مرة تعترف فيها بأنها استهدفت مواقع للجيش السورى، بالإضافة إلى مواقع للقوات الإيرانية، وهو العدوان الذى راح ضحيته قتلى وجرحى دون أن يحرك المجتمع الدولى ساكناً، فظهر بذلك كشاهد ملك.

إذ إنه بالتزامه الصمت على ما تقوم به إسرائيل يعد مشاركاً ومتورطاً فى جرائم الكيان الصهيونى وعدوانه الآثم والمستمر ضد سوريا. ولا شك أنه ما كان لإسرائيل أن تشرع فى الاستمرار فى نهجها العدوانى الخطير هذا لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذى تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لها. ولا أدل على هذا من مسارعة إدارة ترامب بإعلان دعمها لهذا العدوان.

لقد تمادت إسرائيل فى غيها مستغلة الحصانة التى يسبغها عليها المجتمع الدولى بحيث تصبح إسرائيل فى ظلها بمنأى عن المساءلة وعن الحساب وعن العقاب.

وبالتالى بات مجلس الأمن مجبراً على الصمت وعدم التحرك وعدم إدانة العدوان بعد أن منعته أمريكا وقوى الشر من ممارسة دوره فى مواجهة العدوان الإسرائيلى.

حرام أن يحدث هذا لسوريا دون أى حراك من المجتمع الدولى، وهو ما يدعونا إلى أن نتساءل: متى يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك ويشرع فى ممارسة دوره ويتحمل مسئولياته فى إطار ميثاق الأمم المتحدة والتى يتصدرها حفظ الأمن والسلم الدوليين؟ متى يمكنه اتخاذ إجراءات صارمة ونافذة وحاسمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية؟ متى يمكن للمجتمع الدولى ممثلاً فى منظماته أن يكبح جماح إسرائيل ويفرض عليها احترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات، ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التى ترتكبها بحق الشعبين السورى والفلسطينى؟ لماذا لا يطبق على إسرائيل العقاب الذى تستحقه ولماذا تستمر معاملتها على أنها الاستثناء عن القاعدة بمنحها صك براءة مستدامة مهما ارتكبت من موبقات؟ إلى متى تستمر محصنة تتمتع برخصة تمنحها حق ارتكاب الجرائم دون أن تمس، فهى فى مأمن من أن تحاسب أو تعاقب؟