رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

تابعت الفقرة التى عالج فيها الإعلامى محمد الباز بقناة المحور قضية السيدة التى كانت تدفع بابنها للقفز إلى البلكونة، وبدون مبالغة الباز يستحق الإشادة والتحية والتقدير، فقد قدم لنا الصورة التى كان على الإعلام والمجلس القومى للأمومة والطفولة البحث عنها قبل توجيه الاتهامات والإدانة.

المؤكد أن السيدة لا تسعى لقتل ابنها ولا إلى تعريضه لخطر الإصابة، هو ابنها وضناها، وللإنصاف أغلبنا مر بتجارب مماثلة، وكنا بإشراف الأم نقفز من شباك أو من سطح منزل الجيران لكى نفتح باب الشقة، وكانت عيون الجيران وصرخات وشهقات النساء تراقب المحاولة، صحيح قد تكون هناك خطورة، لكن إمكانية تنفيذها بنجاح تجعل المحاولة ضرورة.

الباز لم يكتف بالأخبار والبوستات والتعليقات التى تتابع عن بعد، بل فضل أن يرى ويرينا الوضع على الواقع، قبل أن يدينها ويتقدم مثل مجلس الأمومة ببلاغ ضدها دون أن يبحث حالتها، ذهب فريق الباز يفتش ويبحث ويسأل عن ملابسات الواقعة.  

المؤلم أنه اكتشف ما لم يكن فى الحسبان، أسرة تعيش تحت خط الفقر، الأب مريض ولا يعمل، والأم هى العائل الوحيد للاسرة، تعمل بإحدى المدارس وتبيع الخضار لكى تطعم وتعلم أولادها، الشقة التى حاولوا فتحها خالية تماما من الأثاث، كل ما راه فريق الباز داخلها: سجادة، ومخدة، وبطانية ينامون تحتها فى عز البرد.

الأم يومها عادت للمنزل وكل ما تمتلكه من حطام الدنيا عشرة جنيهات، منها توفر وجبة غداء وعشاء لأولادها، فوجئت بالباب المغلق، الطبيعى والمنطقى أن تشجع ابنها على المحاولة، كسر باب الشقة يعنى: كالون، ونجار، من أين؟، العشرة جنيهات لا تكفى واحدًا فى المائة من أجرة النجار، ناهيك عن الكالون، وحتى لو المبلغ متوفر بالعقل: تطعم أولادها أم تنفق طعامهم على نجار وكالون؟.

قيادات المجلس القومى للأمومة والطفولة للأسف لم يكونوا على مستوى الحدث، تخلوا عن الحكمة والواجب وانجروا وراء التويتات والبوستات والإعلاميين الجهلة، وبدلا ما أن ينتقلوا إلى الأسرة، وبحث حقيقة الواقعة، تقدموا ببلاغ إلى النائب العام، طالبوا: بمعاقبة الأم، وإيداع الطفل إحدى دور الرعاية لحمايته، وماذا عن باقى الأولاد؟، من الذى يرعاهم؟، والأسرة التى ستفكك ويقضى عليها؟، لماذا اخترتم دور المخبر وليس الراعى؟

الملفت فى الأمر أن يقدم وكيل النيابة الصورة الحضارية والحكيمة لقراءة الواقعة، بعيدا عن الميديا، وبعيدا عن القرارات الحمقى لقيادات الأمومة والطفولة، يتفهم وكيل النيابة لوضع الأسرة وملابسات الواقعة، ويأمر بالإفراج عن الأم بضمان محل إقامتها، حفاظا على تماسك الأسرة، واحتراما لظروفها، تحية تقدير لوكيل النيابة وللإعلامى محمد الباز.

 

[email protected]