رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ها هو «باتريك شاناهان»، ينال الرضا الترامبى ليصبح قائمًا بأعمال وزير الدفاع بعد استقالة جيمس ماتيس المنتقد الدائم لسياسة دونالد ترامب الخارجية، ليخرج اخر رجل يملك عقلا من إدارة ترامب.. وها هى الأيام تثبت أن «شاناهان»، لم يكن من بين أفضل اختيارات «ماتيس» كنائب له. وهو اختير بشكل أساسى كان لإدارة مكتب البنتاجون كمسئول عن الاستحواذ والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية؛ وهذا بالطبع كان مصدر قوته؛ أما رؤيته فى السياسة الخارجية فسيئة للغاية؛ وجميعنا يذكر ما حدث له من توبيخ فى جلسة الاستماع لتثبيت تعيينه فى الكونجرس، من جون ماكين لأنه أجاب حول رأيه عن دعم تسليح أوكرانيا بأسلحة قتالية بأن عليه النظر فى القضية. «شاناهان» شخصية براجماتية نفعية وهو من أنصار نظرية أن عليك أن تعمل على العمل وليس فى العمل؛ وبالتالى تقوم بإيكال العمل لآخرين والإشراف عليهم وليس الغرق فى تفاصيل العمل اليومى. وفى الحقيقة أن اختيار «شاناهان» لم يكن مفاجئا للمتابع لما يحدث فى البيت الأبيض؛ فقد حضر اجتماعات الحكومة فى كثير من الأحيان مكان «ماتيس» عندما كان الأخير بعيداً. إلى جانب أن حسه القوى فى مجال الأعمال، وافتقاره إلى وجهات نظر السياسة الخارجية المتشددة، قد حبّباه إلى دونالد ترامب وحكومته. والطريف أن أحد المسئولين الكبار فى وزارة الدفاع قال عنه: «لأنه لا يفهم الأمن القومى، وليس عنده القيود الأخلاقية والقيمية التى لدى ماتيس، فهو لم يصنع أعداء. فهو لم يتخذ موقفًا تجاه أى شىء». إلى جانب أن ترامب عندما أعلن عن خطته لإنشاء قوة فضائية، اتخذ «ماتيس» و«هيذر ويلسون»، وزير القوات الجوية، نهجًا حذراً، مشيرين إلى تحدى محاولة إنشاء فرع من الجيش من الصفر. لكن «شاناهان» كان أكثر تفاؤلاً. وقال لمسئولين كبار فى البنتاجون «نحن لسنا إدارة لا»، وتلك الجملة أثارت إعجاب ترامب وجعله يفكر فيه بشكل جدى. وبالطبع ظهرت علامات كثيرة على أن «ماتيس» يفقد الثقة فى «شاناهان»؛ على الرغم من ترديد «شاناهان» مقولته المعروفة عنه: «العمل على العمل وليس فى العمل»، كشعار لتجنب الإدارة الجزئية الضيقة، والتى غالبًا ما تترجم، من الناحية العملية، لتجنب القرارات الناتجة عن العواقب. وكان «ماتيس» معتادًا على القول: «نائبى لديه ذلك» والسؤال المحير كيف لرجل مثل «باتريك شاناهان»، لم يخدم فى الجيش يوما، وأمضى الجزء الأكبر من حياته المهنية فى مجموعة «بوينج» للصناعات الجوية، الإشراف على انسحاب الجنود الأمريكيين المنتشرين فى سوريا، وانسحاب جزئى من أفغانستان، وتأثير هذه القرارات على الأرض، وعلى حلفاء الولايات المتحدة. ولكن إذا عرف السبب بطل العجب وخاصة أن «شاناهان» يعمل على ما يسميه باستراتيجية الدفاع القومى ضد موسكو وبكين. وهنا يكمن مربط الفرس وخاصة أن هواجس ترامب تجاه بكين بالذات كبيرة؛ فمن ايام فقط أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى الصين، بسبب ما أسمته «التطبيق العشوائى» للقانون، وهو ما يثير المزيد من التكهنات والتساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية فى ظل تفاقم الخلافات بين الجانبين فى المرحلة الراهنة. وتلك الخطوة الأمريكية تمثل تصعيدا جديدا من جانب الإدارة الأمريكية تجاه الصين، وذلك بعد شهور من الحرب التجارية بين الجانبية، على خلفية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات القادمة من الصين، وهو الأمر الذى دفع بكين للرد بالمثل، وهو ما أنذر بخسائر كبيرة على الجانبين. وفى النهاية يبقى أن دونالد ترامب لا يريد حوله سوى صوته فقط وأصدقائه أمثال «باتريك شاناهان».