عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

تلقيت اتصالاً من صديق قديم اعتاد أن يقول لى كل سنة وأنت طيب يوم 25 يناير، ولكنه فى مكالمة هذا العام وجه لى سؤالاً ذكياً وهو: هتحتفل بيوم 25 يناير الثورة، ولا عيد الشرطة؟ فعملت فيها أذكى منه ورديت على سؤاله قائلاً: وأنت طيب وعقبال ما نبلغ معاً 30 يونية، واكتشفت انه لحوح فى السؤال، وقاله بصيغة أخري: أنت مع الثورة ولا مع الشرطة؟ وواصلت معه لعبة الذكاء، وقلت له: لولا 25 يناير ما كانت 30 يونية، فقال 25 يناير الثورة ولا الشرطة؟، قلت له: لو قلت لك الشرطة هتتركنى أركز فى الموضوع المشغول بمراجعته؟ قال: رسالتك وصلت أسيبك: وكل عام وانت طيب بمناسبة عيد الشرطة، وقلت له استني: طاب والثورة وقفل السكة.

وضعت التليفون أمامي، وفكرت فى كلام صاحبنا، واكتشفت أن عيد الشرطة هذا العام أكل الجو من ثورة 25 يناير، كل الناس تبادلت التهانى بمناسبة عيد الشرطة، حتى فى برقيات المسئولين كانت التهنئة بعيد الشرطة، حتى الموظفين نسبوا إجازة يوم الخميس الماضى إلى عيد الشرطة، قليلون الذين تذكروا 25 يناير الثورة، سألت نفسي: هل هى الأقدمية؟ أى أن عيد الشرطة عمره 67 عاماً والثورة عمرها 8 سنوات فقط؟ أم أن الثورة حاولت الاستيلاء على عيد مش بتاعها، هل كان يجب أن يكون لثورة 25 يناير يوم آخر للاحتفال بها، غير يوم عيد الشرطة؟ وسألت نفسى: أليس ثورة 25 يناير  قامت ضد الشرطة وكان من مطالبها إقالة وزير الداخلية، حبيب العادلي؟ وقلت أيضاً أليس الإخوان عندما سرقوا الثورة هتفوا ضد الداخلية قائلين: الداخلية بلطجية، وعندما قفزوا على السلطة، قال مرسى إن الشرطة ضحت ضد المحتل عام 1952 بقيادة الداخلية والشرطة، ضحكت على هذه العبارة التى قالها مرسى، لأنه لا يعرف أن الداخلية هى الشرطة والشرطة هى الداخلية.

لم تطل حيرتى مع تصرفات مرسى الإرهابى وشركاه، واتصل بى صديقى مرة أخرى يسألنى نفس السؤال: الثورة أم الشرطة؟ قلت له: من الآخر لا أنكر ثورة 25 يناير، ولكن 25 يناير هو عيد الشرطة، وأنا شخصياً كانت تهنئتى للشرطة التى ضحت من أجل أمن وأمان هذا الوطن، وقدمت آلاف الشهداء حتى نبقى أنا وأنت نمارس الثرثرة فى التليفون، قال صديقى بس كده، قلت له ما أجمل أن نحتفل بعيد الأبطال الذين واجهوا رصاصات الغدر بصدورهم العارية لوقف مخطط استعمارى  كان يبغى تركيع مصر، هؤلاء الأبطال رفعوا راية مصر عالية خفاقة، وسلموها للأبناء والأحفاد الذين حافظوا عليها رافعة الرأس فى عنان السماء.

كل عام وشرطة مصر بخير، ومصر فى تقدم واستقرار، ودائماً نعيش آمنين، فالأمن أصبح يصل ديليڤرى حتى غرفة النوم، وليس فى الشارع فقط.