رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

المثل القديم يقول «القطة عدت بأطفالها 7 حيطان»، خوفاً عليهم من الموت أو عندما تستشعر الخطر تأخذهم فى فمها وتنقلهم سريعا بعيدا عن مكمن الخطر رغم أنها حيوان بهيم لا يعقل بمقاييس البشر، أما الإنسان العاقل ومن المفترض يحمى أسرته وجميع من حوله فقد أصبح هو الخطر نفسه سواء على نفسه أو على أسرته، يا إلهى.. فما القصة؟ أقول إن أوراق التحقيقات فى قضايا القتل الأخيرة تعج باعترافات لم نكن نراها فى متابعات جرائم سابقة وأصبحت تصيب من يقرأها أو يسمعها ويتابعها كما أتابعها بحكم عملى، بالخوف والرعب الذى يصل لحد عدم الأمان وتقشعر لها الأبدان ليس لأنها قتل أو من ناحية طرق ارتكاب الجريمة الأسرية فحسب، ولكن عندما تجد أن جناحى الأسرة كل منهما أصبح «عشماوى» سواء للأولاد أو كل منهما للآخر وانكسر جناحا الحماية الأسرية فماذا ننتظر إذن.

إن الأب أو الأم مصدر مُهم من مصادر الأمان وبالأخص الأم للأطفال، لطفك بنا يا إلهى.. ماذا نرى؟ تخيلوا أن الأسرة الواحدة ممكن تجتمع على مائدة ويجتمعون فى منزلهم وينامون ويستيقظون، والأب أو الأم يفكر كلاهما فى قتل الأسرة وإعداد أدوات الجريمة والإعداد لها، أى عقل هذا؟!، إن الله ألهم الدابة أن ترفع حافرها عن وليدها، أما الإنسان العاقل يقتل وليده. فالاعترافات التى أدلى بها كل من الطبيب البشرى قاتل أسرته بكفر الشيخ، وأم طفل فندق وسط البلد وأم طفلى أسيوط، تلك الأقوال هى ما دفعتنى أن أكتب سطورى هذه.. فاعترافات الطبيب القاتل أحمد عبدالله زكى قاتل أطفاله وزوجته بكفر الشيخ فى الأوراق تتضمن أنه بتمثيله ارتكاب الواقعة تطابقت مع اعترافاته بتحقيقات النيابة تلك الاعترافات تضمنت عقده العزم وبيّت النية على قتل زوجته المجنى عليها، وتدبر أمره فى هدوء وروية قرابة 6 أشهر قبل ارتكاب الجريمة، وانتهز الفرصة المناسبة وأعد العدة لتنفيذ مخططه وقام بشراء قفاز، حبل، لاصق شفاف، وسكين، وعندما نستعرض تصويره البارد وهدوء أعصابه يروى أنه كبل الزوجة ثم استخدم الحبل فى خنقها، وإمعانا فى التأكد من قتل الزوجة استخدم السكين فى ذبحها، يااااه كل هذا يا قاتل؟!، إنه لم يكتف بهذا بل أتى بما هو أقذر وعقب ذلك دخل إلى حجرة نوم صغاره المجنى عليهم الثلاثة، وقد بيت النية وقام بقتلهم أيضاً بهدوء واعترف معللًا ذلك بعدم وجود عائل لهم عقب قتله والدتهم، وقام بذبحهم بذات السكين التى أودت بحياتها. تخيلوا كان يعيش مع صغاره ويأكل من يد زوجته ويعد لقتلهم 6 أشهر بزعم وجود خلافات زوجية؟! ما هذا وعلى طريقة أفلام الأكشن التى خربت العقول يبعثر محتويات الشقة ويستولى على بعض المشغولات الذهبية الخاصة بالمجنى عليها، ليضفى على الواقعة طابع السرقة، ومغادرته المسكن ليعود ويصرخ ويبلغ بعثوره على أسرته مذبوحة وهى نفس الطريقة التى ارتكبها نجل الفنان المرسى أبوالعباس فى قتل أطفاله وزوجته فى القضية المعروفة بمذبحة بولاق الدكرور، تلك الوقائع لم تكن الأولى وليست الأخيرة، فسرعان ما تكررت تلك الحوادث خلال الآونة الأخيرة.

لقد كنا نسمع عن جحود الأبناء على الآباء، لكن سرعان ما تغير الواقع وأصبح الآباء أكثر جحودًا على الأبناء. وعلى جانب آخر نجد أن من الغل ما قتل لقد اعترفت المتهمة بذبح طفلها فى بداية أقوالها. موته أهون من أبوه يأخده منى، هكذا بدأت المتهمة اعترافاتها ومن الذى ذبحته هذه الأم القاتلة أنه فلذة كبدها البالغ من العمر 4 سنوات فقد قامت المتهمة باصطحاب طفلها لأحد فنادق وسط البلد وانتظرت حتى حلول الليل ثم نحرت نجلها بسكين من رقبته وتركته مذبوحا وفرت هاربة. بعد تهديدات تلقتها من زوجها بأنه أصبح لا يطيق العيش معها ويفكر فى الانفصال عنها وأخذ الطفل منها للعيش معه، فخططت للانتقام من زوجها وقتل طفلها، ما هذا؟، كذلك فعلت أم بأسيوط، عندما تسللت القاتلة فى الصباح الباكر لغرفة نوم أطفالها الصغار، وتحمل سكيناً، وانهالت عليهم ضربا حتى فارقوا الحياة، وجلست بجوارهم والدماء تسيل من رقابهم، ثم سارعت بتسليم نفسها وهى تحمل أداة جريمتها البشعة، وتتباهى بقتل أطفالها؟! إننى أرى أن السبب فى انتشار هذا النوع من الجرائم من وجهة نظرى كمتابعة لهذا الشأن هو أن بعض الأعمال الفنية تعرض جميع أشكال وأنواع العنف والبلطجة وانتشار المخدرات وإدمان البعض لها.