رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الاحتفال بعيد الشرطة السابع والستين، ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، خطابًا قصير الكلمات حوى استراتيجية عمل الوزير خلال الفترة القادمة، والدور الوطنى الملقى على عاتق أجهزة الأمن التابعة للوزارة، وكعادة الوزير وبطريقته الهادئة الرصينة حدد ملامح هذه الاستراتيجية، عارضًا كل الخطوط الرئيسية التى تعمل فى إطارها الوزارة، وكاشفًا بكل حسم وحزم الدور الوطنى للأجهزة الأمنية خلال الفترة المقبلة، وهذا هو الدور السياسى للوزير وما يجب عليه أن يقوم به. وجاء الخطاب حاملاً للعديد من الرسائل التى تهدف فى نهاية المطاف إلى مشاركة الدولة المصرية فى مشروعها الوطنى الجديد الموضوع بعد ثورة 30 يونية، لتأسيس دولة عصرية حديثة ديمقراطية، فالوزير السياسى كما هو الحال مع وزير الداخلية لا ينفصل أبدًا عن رؤية الدولة الأعم والأشمل.

أولى رسائل الوزير أن عطاء الشرطة سيظل بعون من الله متصلاً بمسيرة العمل الوطنى الذى تقوم به مصر حاليًا، حتى لو كلف ذلك تقديم التضحيات الغالية وسقوط الشهداء والمصابين، فالمهم هو أداء الواجب المقدس، وهذا بطبيعة الحال يؤدى إلى خوض الصعاب والتحديات، من أجل تدعيم أركان الدولة المصرية والسعى الدائم لدفع مسيرة التنمية الوطنية التى تحقق الحياة الآمنة والكريمة لكل مواطن، وهذه الرسالة كانت البداية التى افتتح بها وزير الداخلية خطابه المهم، لأن الشرطة المصرية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنفصل عن الشعب العظيم الذى يسهم بل ويؤدى الدور المهم والأكبر فى مسارات التنمية المختلفة، وهذا ما يجعله يواجه بصفة مستمرة التحديات الصعبة.

ثانية الرسائل هى أن سياسة وزارة الداخلية ليس قاصرة -وكما يقول الوزير- على الاستجابة لمتطلبات تقليدية، بل تتسارع وتتفاعل مع كل ما يفرضه الواقع من مهام ومتطلبات، تكتمل حلقاتها فى أهمية أداء ملحمة أمنية محترفة. وهذا ما تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة فى مشاركة القوات المسلحة المصرية الباسلة فى مواجهة جرائم الإرهاب الخسيسة، وقد لفت نظرى فى خطاب وزير الداخلية خلال الاستماع إليه بالاحتفال جملة غاية فى الأهمية، هى أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، نجحت نجاحًا باهرًا فى التعامل مع قضية الإرهاب فى انتزاع المبادرة من الإرهابيين، ما جعلها لا تقوى إلا على عمليات فردية، وفى ذات الوقت تتصدى لها رجالات الشرطة بالمرصاد بكل صورها ومستجداتها طبقًا للاستراتيجية الموضوعة فى هذا الصدد. وهنا برز دور العمليات الاستباقية التى تقوم بها الوزارة ضد أوكار وبؤر التطرف، والتى اتبعتها الأجهزة الأمنية مؤخرًا طبقًا لرؤية ثاقبة أثمرت عن نجاحات باهرة.

ثالثة رسائل الوزير كانت جملة بليغة تحوى عزم وإصرار الداخلية على تطهير المجتمع من كل الجرائم سواء كانت إرهابية أو غيرها، فالوزير قال بلغة الحسم والحزم: لا تهاون مع من يرفع السلاح أو يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن.. وهذه الرسالة كانت آخر ما وجهه الوزير فى خطابه القصير البالغ التأثير.. وهناك رسائل أخرى كثيرة فى الخطاب تتعلق بسياسة التعامل مع المواطنين وأهمية المشاركة فى التنمية وتفعيل القانون وتطبيقه، ومتابعة تطور الجريمة والتصدى لها بهدف حفظ الأمن واستقرار النظام العام والإسهام المباشر فى تحقيق الانضباط بالشارع.

أكرر.. هذا هو دور الوزير السياسى الذى يجب أن يكون كل الوزراء على شاكلته فى أداء مهامهم.. وتحية لجهاز الشرطة فى عيده.