عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

أشد ما يؤلم المرء ويؤرقه ويصيبه بالقرف والغثيان، أن نجد الجهلاء أو المعتوهين هم أصحاب الصوت العالى، ما يزعجه أكثر أن نجد الفهلوة تحتل الصدارة فى كل شىء، وأصحاب العقل والحكمة باتوا يتوارون خجلا وبعيدا عن الأضواء، لا تسمع عنهم ولا أحد يهتم بهم، وكأن هؤلاء العقلاء الواعين هم شر البلية فى الأرض، وانعكست هذه الأوضاع الشاذة على قطاعات كبيرة، ومصالح كثيرة.. الأمور المعكوسة باتت حال الكثيرين، وقد تجد أيضًا آخرين يعملون فى صمت ويتقون الله فى كل أعمالهم، وهناك من يحصدون نجاحهم.. وفى ظنى أن انتشار هذه الظاهرة البشعة لا يخلق مجتمعا صحيحا سليما معافى، ولذلك بات الناس لا يستنكرون الأوضاع المقلوبة والمعكوسة بسبب تفشى الظاهرة داخل المجتمع.

غالبا ما نجد ذلك فى المجتمعات بالدول النامية التى يسود فيها التخبط على كافة الأصعدة والمستويات.. ولا أكون مبالغا إذا قلت إن مصر من بين الدول العربية التى تعانى هذه الظاهرة البشعة، وكنت أتوقع بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية أن ينصلح الحال. وقد كرس نظام حكم الإخوان هذا المبدأ الخطير خلال فترة حكمهم التى استمرت اثنى عشر شهرا، وباتت الفوضى هى العارمة حتى جاءت ثورة 30 يونية، لإزالة الخراب الذى أحدثه الإخوان.

لكن هل زالت الفوضى كما يجب أن تكون؟!.. هل تغير البشر للدرجة التى تتوافق مع روح الثورة العظيمة فى 30 يونية؟!.. فى تقديرى أن الأمر سيستغرق وقتا كثيرا حتى يتم بناء الدولة الحديثة التى نحلم بها، وساعتها ستتغير الأحوال إلى الدرجة التى يجب أن تكون عليها، والتى تقضى تماما على الكسالى وأصحاب الصوت العالى الذين يتخذون الفهلوة شعارا لهم فى كل مناحى الحياة.. وفى تقديرى أيضًا أن ذلك لن يحدث إلا إذا كان الجميع خاضعا لسيطرة القانون والدستور والعمل بكل السبل والطرق على احترامه.. حتى هذه اللحظة ما زلنا نضرب بالقانون عرض الحائط، ولا نحترمه ولا نقدسه ولا نطبقه على الجميع.

وطالما أن هناك استثناءات فى هذا الشأن، فلا بد إذن أن يتوارى المجدون المخلصون خجلا، ويصعد على أكتافهم الكسالى والفوضويون الذين يتمتعون فقط بموهبة الفهلوة، الخروج على القانون غالبا ما يكون للذين يريدونها فوضى فى فوضى، وللذين يتلذذون بحصد نجاح المجدين المجتهدين.. ومن هنا تنعدم العدالة.. وهذه هى الكارثة الحقيقية التى تصيب بالإحباط والقرف والزهق من كل شىء!

 

[email protected] com