رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

أول مرة أزور فيها جامعة القاهرة نطيت فيها من على السور الخارجى، وزرتها أربعة أيام متتالية الأسبوع الماضى دخلت فيها من الباب قاصدًا مكتب شئون الخريجين بكلية الحقوق.

لماذا قفزت من على السور بجوار الباب الرئيسى للجامعة المفتوح على ميدان النهضة فى فترة الثمانينيات، فهذه مغامرة مثيرة لمحرر شاب فى قسم الحوادث بجريدة الوفد، وكنت فى هذه السن رئيسًا للقسم. فقد كانت كلية دار العلوم قد شهدت وقوع جريمة مأساوية، حيث قام طالب بذبح زميلته داخل سور الكلية، وكلفت نفسى بمتابعة التحقيقات فى هذه الجريمة البشعة لأقف على دوافعها، علمت أن المحامى العام لنيابات الجيزة توجه إلى الجامعة لمعاينة مسرح الجريمة، وكان معى زميل مصور، وعندما وصلت إلى الباب الرئيسى اكتشفت أنه مغلق، ورفض الأمن السماح لى بالدخول لوجود المحامى العام بالداخل ومعه خبراء المعمل الجنائى وضباط من مديرية أمن الجيزة لاستكمال التحقيقات فى الجريمة،فقررت القيام بدور الصحفى الباحث عن المتاعب، كما نطلق على المهنة، وصعدت فوق أكتاف زميلى المصور حتى وصلت إلى السور، ومن أعلى السور قفزت فى الداخل لأجد نفسى وجها لوجه أمام المستشار ماهر الجندى المحامى العام فى هذا الوقت، فتصدى لى الحرس، أو كاد يلقى القبض على وشرحت موقفى للمستشار الجندى، وقلت له لو عدت إلى الجريدة بدون صور أو إجراء مقابلة صحفية سأتعرض للوم، أو الخصم فوافق على متابعتى سير التحقيقات وعدت إلى الجريدة بكل التفاصيل.

لا أريد أن أطيل فى الحديث عن هذه الجريمة لأننى لا أريد حدوثها مرة أخرى وأنا على ثقة بأن أبناءنا طلاب الجامعة يعيشون مرحلة التحضر والحفاظ على القيم والأخلاق الجامعية، وهم مشاريع قادة للمستقبل. أما زياراتى الأربع الأخيرة الأسبوع الماضى، فقد كنت أريد الحصول على شهادة بالدرجات التراكمية للأربع سنوات من كلية الحقوق لابنى خريج دفعة 2018، ولماذا أذهب أربع مرات، فالاجابة تحمل عتابًا لشئون الخريجين، ولكن لا أريد الغوص فى هذا الموضوع فأنا أعذر الأستاذتين إيمان وهدى وباقى زملائهما فى إدارة الخريجين بسبب ضغط طلبات الخريجين فى هذا الوقت لحاجتهم إلى الشهادات المطلوبة منهم فى التعيينات، ومكتب الخريجين لا يتأخر فى تلبية طلباتهم.

جامعة القاهرة جميلة، وتاريخية وتليق بالشباب الجميل الذى تحدثت معه، وشاهدت بعضهم فى منطقة بين السرايات يعملون إلى جانب الدراسة لتوفير نفقات استكمال تعليمهم، كانت الامتحانات تسير فى انتظام، الطلاب يراجعون أوراقهم وهم مقبلون على حياة متوقعة أنها جميلة، الشباب المصرى بخير والمستقبل أمامه واعد، وبالصبر والاصرار ينولون ما يتمنون، قرأت الفاتحة فى آخر زيارة للجامعة يوم الاثنين الماضى للأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل التى تبرعت بأملاكها وذهبها ليكون هذا المكان الرائع ملكًا لجامعة القاهرة.

حاليًا يزين حرم الجامعة ميدان النهضة رغم وجوده السابق لكن أصبح له معنى آخر لأنه ميدان الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الدفاع عن الوطن الذى جامعة القاهرة والجيزة قطعة منه، رحم الله شهداء الوطن وشهداء النهضة والشهيد الذى يستحق أن يحمل ميدان النهضة اسمه العميد ساطع النعمانى.