رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

ليست هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها إسرائيل، بتوجيه ضربات جوية إلى مواقع فى سوريا، فلقد تكرر الأمر كثيرًا على مدى الشهور الماضية، وفى كل مرة كانت تل أبيب تحرص على الإشارة إلى أن الضربات تستهدف تجمعات عسكرية إيرانية على الأراضى السورية، ولا تستهدف الأراضى السورية فى حد ذاتها!.. وهذا كلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فبعضه صحيح، والبعض الآخر ليس كذلك طبعًا!

فسوريا القوية المستقرة ليست بالتأكيد أمرًا مريحًا للإسرائيليين فى شيء، ولكن هذا على كل حال موضوع آخر، ولا ينفصل عنه ما لا تزال الحكومة الإسرائيلية تحاوله وهى تزداد إلحاحًا على إدارة ترامب، لتعترف بضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل!

ولكن ما أريد التوقف عنده هنا، هو رد الفعل الإيرانى على آخر ضربة إسرائيلية استهدفت أمس الأول مواقع إيرانية جنوب العاصمة دمشق، وأدت إلى مقتل ١١ شخصًا بينهم جنديان سوريان!

ففى كل مرة سابقة كانت طهران تلتزم الصمت، أو كانت بالكثير تقول كلامًا عامًا يصلح لأن يقال فى أى مناسبة.. إلا هذه المرة الأخيرة.. فبعدها مباشرةً خرج الجنرال عزيز نصير قائد القوات الجوية الإيرانية ليقول إن بلاده تنتظر بفارغ الصبر قتال إسرائيل، ومحوها من على ظهر الأرض!

هكذا بالضبط نقل موقع وكالة نادى المراسلين الشباب، التابع للتليفزيون الرسمى الإيرانى، عن الجنرال عزيز شخصيًا!

ولابد أننا فى المقابل نصدق الجنرال الهُمام، ولكننا نتمنى لو كان قد كشف عن ذلك الشيء بالضبط الذى ينتظره، ليقاتل إسرائيل ويمحوها من فوق ظهر الأرض!

والرجل لن يفعل طبعًا، وإذا راهنا على أن يفعل فسوف يطول انتظارنا، لا لشيء، إلا لأن موقف إيران فى هذه المسألة منذ قامت ثورة الخمينى هناك فى فبراير من عام ١٩٧٩ هو موقف كلامى بامتياز.. فلم نسمع منذ ذلك التاريخ عن رصاصة إيرانية واحدة انطلقت فى اتجاه القوات الإسرائيلية التى تطارد الفلسطينيين وتشردهم فى كل صباح.. لم يحدث.. وقد كان الموقف كله ولايزال موقفًا حافلًا بالشعارات، من نوع ما أطلقه الجنرال عزيز فى لحظة من لحظات الحماس انتابته فلم يجد مفرًا من إطلاق هذا التهديد فى الهواء!

إن اسرائيل موجودة، وموقعها معروف لمن يريد أن يقاتلها أو يمحوها، ولكن الهدف ليس فى ظنى محوها، ولكنه إرغامها على أن تدخل مع الفلسطينيين فى عملية سلام جادة.. عملية جادة ومختلفة عن كل عمليات التفاوض السابقة.. عملية تنطلق وهى معروفة البداية والنهاية مسبقًا.. عملية سلام تكون نهايتها إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إلى جوار الدولة الإسرائيلية.. فهذا هو حل الدولتين الذى يتوافق عليه المجتمع الدولى فى عمومه، وهذا هو الحل الذى يتمسك به كل فلسطينى ولا يفرط فيه!

فإذا لم تستطع الحكومة الإيرانية أن تساعد فى هذا الاتجاه، بجد، فليس أقل من أن تسكت!