عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

عندما دُعيتُ لحضور محاضرة بجامعة بون بألمانيا لإعلامى ألمانى شهير ، وقف هذا المحاضر وفتح كمبيوتره الشخصى فبدت خريطة العالم على الشاشة الكبيرة وقال:انظروا إلى هذه الخارطة ، واكْتشفوا أن بؤر الصراع بالعالم فى السنوات الأخيرة أطرافها مسلمون، وراح يدلل على رأيه، حرب إيران / العراق؛ أحداث 11 سبتمبر، ما يحدث فى عواصم أوربا والغرب عامة؛ حروب القاعدة؛ حروب داعش، حروب أبناء وأحفاد القاعدة، الحروب الأهلية فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا ومالى ونيجيريا أطرافها مسلمون، وراح يدلل بأمثلة من هنا وهناك؛ ونسى هذا الإعلامى أن هؤلاء مُسْتَديِنون وليسوا متدينين؛لأن جوهر الأديان قائم على المحبة والسلام وقد دار حوار عنيف عقب إلقائه محاضرته وقلت إن الأديان براء من هذه الاتهامات التى ألصقها بها المتشددون عن جهل واستشهدت بحروب الكاثوليك والبروتستانت وحروب رواندا وحروب السيخ والهندوس مع المسلمين والحروب الصليبية وحروب أسامة بن لادن ، وما يحدث فى سيناء؛ كما أن التعصب الدينى أو القومى أو الحزبى يقود إلى العماء، وهنا يفقد المرء إنسانيته . هناك مُفتون بجميع الأديان السماوية والوضعية يفتون فتاوى خارجة عن جوهر التسامح والمحبة ، هؤلاء يجب أن نخَلّص الأديان من قبضتهم العمياء ومن أحقادهم الدفينة وهم فى حاجة إلى أطباء نفسانيين يعالجونهم حتى لا ينشروا من أفواههم الدم والقتل. أرادت بعض القوى أن تغرس بذور اليأس فى نفوس شبابنا ، فلعبت على أوتار البطالة وعدم الأمل فى التوظيف ، واستفزّت الطبقة محدثة النعم التى أطلّت بمالها وغناها المفاجىء على الناس فى تحدٍّ سافرٍ للطبقة الوسطى التى تدحرجت لتقف على أعتاب ما تحت الطبقة الوسطى، كما صارت موجة ارتفاع الأسعار تدفع الشباب إلى تصديق أن الغد ليس كما توقعوه ، هذا فى ظل بعض قنوات إعلامية تصنع اليأس وتصدّره فى طرائق تفيد من علم النفس وعلم الاجتماع ليصاب الشباب بالإحباط ويفقد الانتماء والوسطية، فيتجه إلى العنف والأحزمة الناسفة والجنّة المنتظرة إن فجّر نفسه فى غيره ..هل لدينا إحصاءات بمن تدعوش من شبابنا ؟ وهل استعدت مصر للعائدين من سوريا؟ هذا يحتاج إلى حوار جاد مع الشباب فى الجامعات والمعاهد والمدارس وبيوت الشباب ومراكز الشباب والجمعيات الأهلية ، محاورة لا محاضرة، لأن الشباب لا يقبل المحاضرات وإنما يجب أن نسمعه ، وأن نتعرف على مشاكله وأن نساعده على حلها ، شبابنا فى خطر .. غزو إعلامى مضلِّل ينهش عقلَه، بطالة تفتّ فى جسده ، مستقبل لا يرى ملامحه .. أين من ينير له مصباح الأمل فى هذا النفق المظلم ويُريه الطريق للمستقبل ؟  «العائدون من سوريا» عما قريب سيعودون،وقد تعلموا الإرهاب على يد معلّميه الكبار وتدرّبوا على أحدث الأسلحة هناك، والتقوا بشبكات الإرهاب العالمي، وهم عائدون مع العائدين من العراق وليبيا عما قريب،والحدود طويلة ومسالك جبالها متشعبة؛وكهوفها مغارات صارت مأوى لهؤلاء الخُلَعاء، فهم لا يستطيعون البقاء فى سوريا ولا فى العراق ولا فى ليبيا لذا فهم عما قريب راجعون وهم يعرفون أنهم مطلوبون وإضافة إلى تغييب عقولهم بالحور العين المنتظرات قتلهم الغير وانتحارهم ، هؤلاء فى حاجة إلى استعداد أمنى وثقافى واجتماعى .. آمل أن نكون قد بدأنا فيه حتى لا يقاسى المجتمع كما قاسى ويقاسى الآن من العائدين من كابول وأشباهها .

 [email protected]