حكاية وطن
أتابع منذ بداية الفصل التشريعى الحالى الزيارات الخارجية التى يقوم بها الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، ورغم انها زيارات قليلة إلا أنها مدروسة وضرورية لأهمية الدبلوماسية الشعبية فى التقارب بين المؤسسات الدولية، وتبادل الخبرات، والتأكيد على العلاقات القوية التى تربط مصر بأشقائها وأصدقائها، ونقل صورة صحيحة عن مصر لقتل الشائعات التى تروج ضدها فى الخارج، والاستفادة من الخبرات البرلمانية ونقل خبرات البرلمان المصرى إلى الخارج.
فالزيارة الدافئة فى شهر يناير البارد التى قام بها «عبدالعال» على رأس وفد برلمانى متميز إلى الكويت جاءت فى وقتها المناسب لتعيد لنا ذكريات الوقفة الصلبة لدولة الكويت مع شقيقتها مصر خلال ثورة 30 يونيو فى دعم الاقتصاد المصرى والسياسة المصرية بعد ثورة الشعب حكم الإخوان الفاشى الإرهابى، وسلم الشعب قيادة الدفة للمشير عبدالفتاح السيسى الذى استأذن الجيش كوزير للدفاع لتنفيذ طلب الشعب، فى هذه المرحلة انحازت لنا الكويت والسعودية والإمارات والبحرين، وأيدت ثورتنا الشعوب الشقيقة والصديقة واستند أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والكويت وقرر تقديم الدعم الاقتصادى لمصر لتحقيق الاستقرار، اللقاء كان عذبًا بين أمير الكويت ورئيس النواب المصرى بدأ الدكتور عبدالعال بنقل تحيات الرئيس السيسى إلى شقيقه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، واستعرض عمق العلاقات المصرية الكويتية والتقدم الذى يشهده التعاون الثنائى بين الدولتين الشقيقتين، وأكدا صباح وعبدالعال أن هذه المرحلة تحتم التعاون والتنسيق بين البلدين أكثر مما مضى، خاصة فى قضايا الإرهاب لدحر الجماعات التى تحاول تخريب الأوطان من الداخل وزرع الفتن فى الخارج، وأكد أمير الكويت ضرورة استعادة التضامن العربى للحفاظ على الهوية العربية فى مواجهة ما يحاك للوطن العربى من مؤامرات خارجية تستهدف النيل من شعوبه ومقدراته.
الدكتور عبدالعال جعلنا نتطلع إلى زيارة أمير الكويت إلى مصر بعد قيام رئيس النواب بدعوته باسم الرئيس السيسى، كما دعاه إلى إلقاء كلمة من فوق منبر مجلس النواب المصرى إلى شعب مصر الذى يعتبر أن أمن الخليج خط أحمر لمصر، كما قال أمير الكويت استقرار مصر ضمانة للمنطقة بالكامل.
شدنى فى زيارة الوفد البرلمانى للكويت لقاء الدكتور عبدالعال مع الجالية المصرية فى بلدهم الثانى الكويت، وكان أول كلامه معهم، أنتم سفراء لمصر فى البلدان التى تقيمون فيها، وطالبهم بنقل الصورة الحقيقية عن الأوضاع فى مصر، خاصة الطفرة الاقتصادية وتحسن مناخ الاستثمار، واستعرض معهم المشروعات القومية الكبرى التى اقيمت فى مصر خلال السنوات الماضية للارتقاء بالبنية التحتية.
الدبلوماسية الشعبية تقوم بدور مهم إلى جانب الدبلوماسية الرسمية ونحن فى حاجة إليها، خاصة إذا كان الذين يقومون بها على مستوى كبير من الثقافة والمعرفة والإلمام بالقضايا، ولديهم الحس الذى ينقل الصورة المضيئة والحقيقية للقضاء على الشائعات التى تروجها الجماعات الإرهابية لتشويه مصر فى الخارج.