رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

بمناسبة مرور ثماني سنوات على قيام ثورة يناير، مازالت هناك أسئلة عالقة لم نصل لإجابة عنها، على رأس هذه الأسئلة: تفضيل مبارك وأولاده البقاء فى البلاد وعدم الهروب منها، لماذا لم يهربوا بعد تنحيه إلى السعودية أو الإمارات؟، لماذا اختاروا ان يقضوا المتبقى من عمرهم فى مهانة وحرمان وتقييد حرية عن الحياة وسط أسرهم وأصدقائهم؟، ما الذى يدفع بإنسان إلى أن يخاطر بحياته وبحريته أو أن يتنازل عنهما؟

قبل عدة سنوات طرحت هذه الأسئلة، وحاولت بقدر المتاح من معلومات أن أقف على إجابة، وللأسف كل ما توصلت إليه وقتها أن الرئيس مبارك يريد أن يموت ويدفن فى وطنه مثلما قال فى الخطاب الذى ألقاه قبل ساعات من موقعة الجمل، فهو قد كبر فى السن، وأصبح فى سن الشيخوخة، وصحته لم تعد تساعده، والأيام المتبقية من حياته لم تعد كثيرة، والأفضل له أن يموت ويدفن فى بلده بدلا من الموت فى المنفى، واعتقدت أن الرئيس مبارك اتخذ هذا القرار بناء على قناعات خاصة به، مثل أنه كان من أبطال وقيادات حرب أكتوبر المجيدة، وأنه قدم لمصر الكثير، وأن الشعب المصرى بطيبته قد يتذكر له هذا ولن يتنكر له، أضف إلى هذا أن كرامة مبارك وقناعاته جعلته لا يتقبل فكرة أن يعيش حياة الطريد أو الهارب أو المجرم فى أى بلد من البلاد، أنا مصرى وعشت وتربيت وأخطأت فى مصر وبلدى وأولاد بلدى أولى بى، واعتقدت كذلك أن مبارك على يقين أن الأخطاء التى وقع فيها لا تصل إلى حد الجريمة، وأن ما قدمه فى تحرير سيناء وفى بناء مصر تشفع له جميع خطاياه.

إذا كانت هذه مبررات بقاء مبارك فى البلاد وعدم هروبه للخارج، ماذا عن أولاده وأسرهم؟ فلماذا لم يهرب جمال وعلاء مبارك بعد الثورة إلى خارج البلاد؟ ولماذا أصرا على البقاء رغم تأكدهما أن الشعب الثائر سوف يقدمهما للمحاكمة؟

كل التوقعات كانت تؤكد أن أبناء الرئيس سوف يحملون ما خف وزنه وينجون بحياتهم بعيدا عن الشعب الثائر إلى بلد المنفى، لكن الواقع جاء على خلاف ذلك، أسرة الرئيس لم تهرب وفضلت أن تواجه اتهامات: التربح، وسرقة أموال الشعب، واستغلال النفوذ، والاشتراك فى قتل المتظاهرين إلى غير ذلك من الاتهامات السياسية والمالية، والتى قد يصدر بها أحكام تجعلهما يقضيان السنوات المتبقية لهما داخل السجن، وهو ما يعنى القضاء على هذه الأسرة بالكامل وتشرد أولادهم الصغار.

هذه الصورة والأسئلة كما قلت شغلتنى لفترة كبيرة، وحاولت بقدر المتاح أنا وغيرى من الكتاب تخمين الاجابة، لكن المنطقى أن يجيب عنها اصحابها، وهم بحمد الله بيننا، فهل سيروى لنا الرئيس مبارك كواليسها؟ هل سيكشف بعد مرور ثمانى سنوات: لماذا يخاطر الإنسان بحياته وحريته؟ لماذا فضل المخاطرة بالبقاء؟ هل سيحكى أولاده كواليس وهواجس البقاء أو الهروب بعد التنحي؟ لماذا فضلتم البقاء عن حياة المنفى؟ هل يمتلك الصديق فريد الديب محامى الأسرة إجابة؟

 

[email protected]