عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

 

فازت مصر بجائزة الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة فى مهرجان المسرح العربى الذى تقيمه الهيئة العربية للمسرح والذى أقيم بالقاهرة هذا العام.

وقد كان فوز مسرحية الطوق والأسورة شهادة على تمتع لجنة التحكيم بالحس المسرحى المرهف وانحيازها التام إلى فن المسرح بعيدا عن حالات السفسطائية المسرحية أو التغريب وتغليب أشكال وحيل فنية غريبة عن طبيعة مجتمعنا وناسنا وتبتعد بالتالى عن الوجدان.

ذلك أن المسرح الحق ليس كلامًا مرصوصًا يقوله بجزالة أو بسخافة ممثلون محترفون، وليس إبهارًا وضخامة فى الموسيقى والديكور والملابس، وليس تحريضًا مباشرًا على الثورة أو الحب أو العدل أو الطغيان.. وليست العروض الكوميدية التى تصور أوجه النقص أو ضعف الإنسان، أو التراجيدية التى تصور الإنسان فى نبله وعليائه، وليست حكايات يرويها المؤلف أو حكايات الجدات.

ولكن المسرح هو فن السحر. إنه سحر الحضور ودهشة التلقى.. وللأسف قليلة هى الأعمال المسرحية التى تستطيع أن تصل إلى هذا المستوى، لذلك كان فوز مسرحية الطوق والأسورة وفرحة كل الحضور بهذا الفوز هو عودة للجذور المسرحية الأصيلة.

وبطل العرض هو المخرج ناصر عبدالمنعم، حقيقة أن قصة يحيى الطاهر عبدالله قصة رائعة تكشف وتعرى المسكوت عنه فى الصعيد بشكل خاص وفى كل مصر بشكل عام، وأن المعد سامح مهران لم يخلق شيئًا أو أفكارًا أو أو أحداثًا أو مواقف من العدم ولكن كانت براعته فى التكثيف واستحضار روح النص وهى مهمة صعبة مع نص مراوغ له أكثر من مستوى للطرح مثل الطوق والأسورة، ولكن يظل العرض المسرحى مدهشًا فى بساطته وفى تكثيف روح يحيى الطاهر السحرية التى فى النص الأصلى علاوة على التجسيد المسرحى البارع والفذ، لقد استطاع ناصر عبدالمنعم المخرج أن يقدم لنا عرضًا تتناغم فيه كل عناصر العرض المسرحى من إضاءة وموسيقى والملابس ومنحوتات وديكور أتاحت للمتفرج رؤية مدهشة وممتعة وكان الممثلون سواء كانوا الكبار المخضرمين أو الشابات الصغيرات الفاتنات جميعهم فى أحلى حالات التجلى المسرحى من الإجادة والأداء المرهف النافذ إلى أعماق الشخصيات التى يؤدونها.

ولابد أن أتوقف عند فاطمة محمد على المطربة الرائعة والتى أثبتت من خلال دور حزينة قدرتها على التنوع وعلى أداء كل الأدوار فى كل المراحل العمرية بنفس الإجادة والأحاسيس والحرفية العالية فى ذات الوقت، لقد أصبح لدينا فى مصر ممثلة مسرحية من طراز رفيع تستحق أن تكون فى الصف الأول مع نجمات مصر العظيمات.

وأخيرًا شكرًا للهيئة العربية للمسرح على جهودها الجبارة من أجل رفعة وترسيخ الفن المسرحى فى العالم العربى وشكرا لناصر عبد المنعم وفريق عمل الطوق والأسورة فقد أسعدونا وجعلوا الدورة الحادية عشرة من المهرجان دورة مصرية بامتياز.