رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية:

الاقتصادى عمرو كمال ذاع صيته كرئيس أكبر بنك عقارى فى مصر، وهو أول بنك أسسه الخديو توفيق سنة ١٨٨٠، يعنى أقدم من البنك الأهلى وبنك مصر، وكان لابد من إنقاذه بعد حالة الانهيار التى تعرض لها البنك فى السنوات الأخيرة، وكون أن محافظ البنك المركزى، طارق عامر، يختار هذا الرجل لخبرته وحنكته ليقود مرحلة الإنقاذ.. فمن الطبيعى أن يتعرض لحملة ضارية من أصحاب المصالح الشخصية، وبذكاء عمرو كمال البنكية استخدم معهم سياسة الطناش، وكان كل همه أن يعيد ترتيب البيت داخل البنك، ويستفيد من الكفاءات التى كانت مهمشة ويقفز بها إلى تطويره وجذب عملاء جدد.. انتصر على الحاقدين بفوزه بجائزة أفضل بنك فى منح التمويل والتطوير العقارى فى مصر.. وهى جائزة عالمية، فكانت شهادة تقدير فى إدارة هذا الرجل للبنك الذى قاد خطط التطوير والإصلاح، وفى أقل من عام مالى حقق منذ توليه رئاسة البنك ما يقرب من ٣٢٠ مليون جنيه أرباحاً، وهو رقم لم يظهر فى ميزانيات البنك قبل رئاسته له.

الذى يعجبنى فى الاقتصادى الموهوب عمرو كمال أن الرجل على مدى سنوات رحلته الطويلة كمصرفى بين مصر وإنجلترا والسعودية.. نشن عليه طارق عامر، ومعروف عن «عامر» أنه أستاذ ومعلم يتمتع بنظرة صائبة، فكانت نظرته «صح»، وهو يقنع عمرو كمال برئاسة البنك.. وكان الاثنان متفقين على أن البنك يحتاج إلى «نفضة» قوية ليسترد أنفاسه، ويخرج من غرفة الإنعاش إلى الجو الطبيعى الذى يحقق أرباحاً.. وبعد فوز البنك بأول جائزة عالمية.. كتب عمرو كمال شهادته التى يقول فيها «أى إنجاز داخل البنك العقارى المصرى يعود لرجل اسمه طارق عامر، وهذه شهادتى أمام الله والجميع».. فعلاً الرجل صادق فى شهادته وهو يدلى بها بعد الفوز بالجائزة وبالأرباح التى حققها فى غضون شهور معدودة.

ومن يقترب من عمرو كمال يجد فيه جانباً إنسانياً.. وأذكر أن جمعنى معه لقاء، حيث كنا ضيوفاً على أكرم تيناوى، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لبنك المؤسسة العربية المصرفية ABC.. ونحن نشاركه فرحته بافتتاح المقر الجديد فى شارع التسعين، وكان على رأس الحضور طارق عامر وعمدة المصرفيين د. فاروق العقدة، ومحافظ البنك المركزى الليبى الصديق عمر الكبير، والدكتور يوسف العوضى، رئيس مجلس الإدارة.

قلت للصديق عمرو كمال ألا تزكى عن الأرباح التى حققتموها بحالة إنسانية، وأخذ يسمع حكايتها.. فهى بنت حاصلة على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة بتقدير جيد جداً، كانت أسرتها ميسورة الحال، الأب يمتلك أكبر ورشة لتصنيع الموبيليا، تضم أكثر من ١٠٠ فنى وعامل، وبعد دخول الموبيليا الصينية، تدهور الإنتاج وتدهورت ورشة النجارة بسبب المنافسة فى الأسعار، فأغلق الأب الورشة فحجزت عليه الضرائب والتأمينات الاجتماعية بسبب حقوق لهما متأخرة، ارتفع السكر عند الأب فأصيب بغرغرينا فى قدمه، الأطباء فصلوا قدمه عن جسمه، ثم ودع الحياة بعدها بشهور، وتقدمت الأم تطلب معاشاً من الدولة وبسبب المتأخرات التى كانت على الورشة منحوها معاشاً ٣٢٠ جنيهاً فى الشهر لا يكفى إيجار البيت، البنت تعمل ليل نهار براتب ١٥٠٠جنيه تدفع للأم ١٠٠٠جنيه، ومواصلات لعملها ٤٠٠ جنيه، ويتبقى لها ١٠٠، وظروفهم قاسية جداً والبنت تبحث عن وظيفة.

كان الرجل يسمعنى جيداً، ثم قال لى، لو أنت تكاسلت ولم ترسل لى الـCV فسأتصل بنفسى وأطلبه أنا.. كان الرجل إنساناً فعلاً يحمل قلباً أبيض، فقد كان يقصد تجفيف دموع الأم، وتدخل البنت من امتحان إلى امتحان، وتكتب رئيسة اللجنة تقريراً بأنها لا تصلح، تعجبت مع أن رئيسة اللجنة، هناء الهلالى، من أنجح العناصر التى حظى بها البنك كمسئولة عن العلاقات العامة، وللحق لها بصمات على النجاح الذى حققه البنك، لكن معايير اختبار اللجنة بالنسبة لها لا تعرف العواطف، وهنا تساءلت هل من الضرورة الخبرة والبنك فى استطاعته أن يأخذ بأيديهم ويقوم بتدريبهم وتعليمهم على اعتبار أن خبرتهم زيرو.

لذلك أقول إذا كان رئيس البنك الرجل الخلوق عمرو كمال يتمتع بالجانب الإنسانى فالإنسانية مع معايير الاختيار تجعلها إنسانية لم تكتمل.. مع أن الرجل يستطيع أن يفتح طاقة أمل لتدريب غير الأكفاء بالبنك، وهذا هو الزكاة.

[email protected]