عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

تتسارع وتيرة التصعيد الأمريكى ضد إيران.. ويبدو من هذا المشهد أن واشنطن تقوم فعليًا بحشد دولى لتحرك عسكرى واسع ضد الدولة الفارسية.. وهو ما كان هدفًا رئيسيًا للجولة التى قام بها مؤخرًا وزير الخارجية الأمريكى وشملت عدة دول بالمنطقة بينها مصر ودول الخليج.. بل إن الوزير مايك بومبيو صرح بذلك خلال زياراته لهذه الدول.. موجهًا الدعوة لها من أجل التصدى لنظام «آيات الله» فى طهران باعتباره نظامًا إرهابيًا.. أو راعيًا للإرهاب.

ومن عجب.. أن الإدارة الأمريكية نفسها تتغاضى تمامًا عن أن إيران ليست وحدها التى ترعى الإرهاب فى دول الشرق الأوسط بشكل خاص.. وفى دول إفريقية أيضًا.. بل أن هناك دولًا أخرى ثبت بالأدلة القاطعة تورطها فى ذلك.. وعلى رأسها تركيا..!!

•• مؤخرًا

أشارت تحقيقات أولية إلى تورط تركيا فى دعم حركة الشباب الصومالية الإرهابية التى شن عناصرها هجومًا دمويًا على فندق فى نيروبى عاصمة كينيا.. قتلت خلاله 21 شخصًا.. وأن أنقرة تدعم تنظيمات الإرهاب بشكل خاص فى الصومال وكينيا وسوريا وليبيا.

وقبل ذلك بأيام..  ضبطت السلطات الليبية فى ميناء مصراتة شحنة من الأسلحة حملتها باخرة قادمة من تركيا لتوصيلها الى إرهابيى داعش.. تضم 20 ألف مسدس تركى الصنع.. وهى لم تكن الشحنة الأولى التى تضبطها السلطات الليبية على متن بواخر قادمة من تركيا.. فى خرق واضح للقرارات الدولية الخاصة بحظر تصدير الأسلحة الى ليبيا.

ولأنقرة تاريخ مفضوح فى تسليح جماعات الإرهاب وشحن الأسلحة إليها فى سفنها التجارية.. وفى كل مرة تنفى السلطات التركية صلتها بهذه الأسلحة.. وتزعم عدم علمها بها.. وهو أمر غير منطقى بالمرة.. نظرًا لضخامة حجم هذه الشحنات.. والذى يؤكد استحالة أن تكون هذه الأسلحة مهربة دون علم السلطات الرسمية التى سمحت للسفن بالإبحار من الموانئ التركية.

والليبيون أنفسهم يعتبرون تركيا أكبر داعم للإرهابيين فى ليبيا ومزودة لهم بالسلاح.

كما أن دور تركيا فى سوريا معلوم لدى الجميع.. وهناك أدلة جازمة أيضا أن النظام التركى يدعم داعش ومجموعات تنظيم القاعدة داخل الأراضى السورية.. ويزودهم بالأسلحة والأموال.. رغم ما يدَّعيه كذبًا بأنه يحارب الإرهاب فى سوريا.. كما تكشفت معلومات حول تورط أحد أقارب الرئيس التركى أردوغان بشكل عميق فى تجارة النفط غير المشروعة مع تنظيم داعش الإرهابي.

•• أيضًا

الرئيس التركى لا ينكر علاقته وانتماءه لجماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية».. بل هو يدعمهم ماديًا وسياسيًا ويوفر لقياداتهم الهاربة المتورطة فى عمليات الإرهاب الملجأ الآمن وييسر لهم سبل المعيشة بحرية تامة على الأراضى التركية.. وأيضًا يسخر إمكانياته الإعلامية لخدمة «الجماعة» ويمول منصاتهم الإعلامية الموجهة ضد سلطات بلادهم.. وضد الدولة المصرية بشكل خاص.

وهو أيضًا الذى سمح بالتواجد العسكرى الكثيف لجيش بلده داخل الأراضى القطرية لحماية «نظام الحمدين» الحاكم فى الدوحة.. والمتورط كليًا فى دعم جماعات الإرهاب وتأجيج الصراعات فى المنطقة.. وإشعال الحرب فى سوريا تحديدًا.. والمتورط أيضا فى ممارسة أعمال عدائية والتآمر ضد حكام العديد من الدول.. وفى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين.. وهذا ليس سرًا.. واستطاعت هذه الدول إثباته فى مذكرات رسمية قدمتها فى العديد من المحافل القانونية الدولية.

•• واقع الأمر

هو أن تركيا شريكة  لجماعات التطرف والإرهاب.. وما يفعله الأتراك فى دول المنطقة لا يقل خطورة عما تفعله إيران.. وهى حقيقة يعلمها الأمريكيون.. لكنهم يتجاهلونها عن عمد.. و»لغرض فى نفوسهم».. ولم تستجب أية إدارة أمريكية.. سواء فى عهد ترامب أو سابقيه لدعاوى بعض الدوائر السياسية من أجل إدراج تركيا فى القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.. التى تضم الآن إيران وسوريا فقط.. وذلك رغم أن السلوك التركى الداعم للإرهاب يتطابق تمامًا مع تعريف «رعاية الإرهاب» الذى تنص عليه القوانين الأمريكية.

•• هذا الوضع لم يعد مقبولًا

فالتغاضى عن رعاية بعض الدول للإرهاب.. على اعتبار أنهم «حلفاء إقليميون» للولايات المتحدة.. هو فى حقيقته يفرِّغ الحرب على الإرهاب من مضمونها.. ويُفقدها مصداقيتها.. ويمنح هذه الدول حماية وتأمينًا لسلوكها الإرهابى والعدواني.