رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

 

ستظل سياسة أمريكا ملتحفة بإسرائيل، فهى لم ولن تتغير، ولذلك فإن جولة بومبيو وزير الخارجية الأمريكية في المنطقة مؤخراً والتي شملت ثماني دول عربية لم تأت لطرح استراتيجية أمريكية جديدة كما تراءى للبعض، وإنما جاءت لتثبيت ركائز دعم أكبر للكيان الصهيوني ظهر معها بومبيو وكأنه مبعوث العناية الإلهية لرعاية إسرائيل.

وأول معالم ذلك نبرته العدوانية تجاه إيران ومطالبته الدول العربية بحشد القوى ضدها من أجل إسرائيل.

أراد بجولته تنصيب إيران كعدو لتفوز إسرائيل بالوليمة، لا سيما عندما تضمن اصطفاف العرب في معسكر واحد أطلق عليه الناتو العربى أو التحالف الاستراتيجي لحماية الأمن القومى.

ولهذا جاء خطاب بومبيو في الجامعة الأمريكية لرسم الخطوط العريضة التي تركز على ما تريده إسرائيل. وظهرت البداية عندما خطأ الرئيس السابق أوباما ووصفه بالضعيف لعدم تصديه لما أسماه بالخطر الإيرانى الإقليمى مما أدى إلى استشراء نفوذ إيران في المنطقة لتهيمن على الأوضاع في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

ولم ينس بومبيو أن يتطرق إلى حزب الله ليهدد بأنه سيكون أيضا موضعاً للاستهداف، وأن العقوبات المفروضة ضد ايران تعد موجهة إليه بوصفه تنظيماً إرهابياً يمتلك 130 ألف صاروخ وترسانة عسكرية موجهة في الأساس ضد الحليف الإسرائيلى.

ولم ينس بومبيو التنويه باستمرار دعم أمريكا لإسرائيل في مسعاها لمنع طهران من تحويل سوريا إلى لبنان آخر لتظل إسرائيل الحليف الأبدى لأمريكا التي تمنحها الرعاية والحماية ضد كل من يعاديها، لا سيما إيران التي كانت وتظل محور العداء لأمريكا منذ الإطاحة بشاه إيران ووصول الخومينى إلى السلطة.

غير أن بومبيو خانه التوفيق وحاد عن الحقيقة عندما تجاهل عن عمد التركيز على معزوفة التنظيمات الإرهابية، ولا غرابة فهى التنظيمات التي تدعمها أمريكا بكل الوسائل والتي سلطتها على سوريا ولبنان والعراق واليمن وسيناء المصرية عبر إطلاقها ما سمى بثورات الربيع العربى والتي لم تكن في حقيقتها سوى جحيم دمر الكيانات وقتل وأباد وشرد الملايين، فلقد وظفت عشرات التنظيمات الإرهابية الإسلاموية في خدمة أهدافها العدوانية ضد الأنظمة العربية.

استغلتها أمريكا لتشعل من خلالها حرباً ضروساً في المنطقة عبر إثارة الفتنة الطائفية.

إنها حرب بالوكالة اضطلعت فيها هذه المنظمات بالمهمة نيابة عن أمريكا، فهى الحرب الناعمة التي تجنبها أية خسائر بشرية من الممكن أن تجلب عليها السخط في الداخل الأمريكي.

نجحت أمريكا عبر هذه التنظيمات في استنزاف دول المنطقة وحققت مراميها وتطلعاتها التي تهدف إلى إشاعة الفوضى وانعدام الاستقرار وإسقاط الأنظمة وما يتبعها من تصعيد المناوشات والاشتباكات وهو ما يقود إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتحويل الدول إلى كيانات ضعيفة ليصب هذا في صالح إسرائيل وصولاً لفرض هيمنتها على المنطقة.