رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهر يناير هو  الشهر الذي نحتفل فيه بثورات الربيع العربي.. هذه الثورات التي يثور الجدل حولها الآن وهناك انقسام ما بين من يصفها بثورات شعبية أو من يصفها بأنها هبات شعبية أو من يصفها بأنها مؤامرة علي الدول التي قامت فيها.

وهذا الجدل ممتد حتي بين الذين استفادوا من هذه الثورات  علي المستوي الشخصي أو علي المستوي المالي  ومن كانوا قبل هذه الثورات نكرات واصبحوا بعدها يتصدرون المشهد العام  في الدول التي شهدت هذه الاحداث وحتي بين فئة المتلونين التي برزت بقوة في  الايام الماضية والذين يتغيرون بسرعة الريح من موقف الي آخر.

ومع حلول موعد ثورة 25 يناير  واحتفال مصر بها فما زالت حالة الجدل بين اوساط النخبة حول ماهية الاحداث التي شهدتها وبعد سنوات ثمانٍ اصبح الصوت الذي يعتبرها مؤامرة هو الأعلي  في وسائل الاعلام وفي ادبيات وكتب كثيرة  تؤكد انها مؤامرة  علي مصر.

فهناك فئة تهاجم الثورة بعنف من اليوم الاول وهم رجال الحزب الوطني المنحل الذين كانوا يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة وكانوا يخططون لاستمرار هذه الحالة وزيادة ثرواتهم من حالة الاحتكار للدولة  لكن احداث يناير اطاحت بأحلامهم او علي الاقل اجلتها لأنهم عادوا للظهور مرة اخري  وبقوة ويتبعون نفس الاسلوب الذي كانوا يقومون به قبل يناير 2011  ويرتكبون نفس الاخطاء  التي اطاحت بهم. 

وهناك فئة اخري تهاجم الثورة، رغم ان هؤلاء هم المستفيدون منها فلولا يناير ما كان سمع بهم احد حتي جيرانهم ولم يكن احد منهم في منصبه الذي تولاه او يتولاه الآن ولا اعرف لماذا يكره هؤلاء يناير رغم استفادتهم منها علي كافة المستويات.

 وتبقي ثورة يناير محطة هامة في تاريخ مصر، فالأحداث غربلت الشعب المصري واظهرت ما به من اشياء جميلة واشياء قبيحة علي المستوي الاجتماعي وعلي مستوي العلاقات بين الناس، كما اظهرت علي المستوي السياسي  التنظيمات التي كانت مندسة بيننا وتريد ان تحكمنا، رغم أنوفنا، هذه التنظيمات التي كانت تختفي  تحت الارض مثل الفئران وخرجوا كلهم من جحورهم وكشفوا عن وجههم القبيح  واهدافهم الخبيئة وهي الاستيلاء علي مقدرات  الناس، هؤلاء كانوا هم النقطة السوداء الحقيقية في ثوب ثورة يناير، سواء من ادعوا انهم حماة الدين او الذين يدعون الي الفوضي وضد النظام  أياً كان.

ورغم ما مر بأيام ثورة يناير، فهناك احداث غامضة تحتاج الي تفسير وتوضيح وتحتاج الي اعادة تحليل المشهد بصورة موضوعية ودارسة لِمَ خرج الناس وما الاخطاء التي وقع فيها نظام مبارك ان كانت ثورة وإن كانت مؤامرة، فيجب ان نعرف لماذا سمح النظام الحاكم وقتها باكتمال المؤامرة ولماذا لم يواجهها واين كانوا عندما قال ان اقدامهم راسخة كالجبال ويجب ان يحاسبوا علي السماح للغير بالتآمر علينا،  ففي كلتا الحالتين نريد ان نزيل هذا الغموض.

نريد ان نعرف اثرياء ثورة يناير اين هم الآن وهنا لا اقصد النشطاء السياسيين ولكن اقصد هنا من كانوا يقطعون الطرق  ومن  يستولون علي السيارات ومن يستولون علي الاراضي ملك الغير ومن كان يفرض اتاوات علي الناس بداية من كان يحصل علي جنيه من كل سيارة ميكروباص في المواقف العشوائية وحتي  الذين   نهبوا  المخازن والمحلات ومخازن الآثار والأراضى.  

قد تكون ثورات الربيع العربي  فشلت في تحقيق طوح وآمال الناس في البلدان العربية وكانت تتلخص في  الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، لكن ستظل في التاريخ ـ رغم الجدل ـ محطة هامة  وسوف تكشف الايام القادمة مزيدا من الأسرار حولها.