رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

مثلما امتدح ابن حزم الأندلسى علماء وفلاسفة، نرى على الجانب الآخر من انتقده بشدة وعنف.

وقد انتقد أبوبكر بن العربى بن حزم فى كتاب «العواصم من القواصم» كما انتقد الظاهرية. وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغربَ سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم، نشأ وتعلق بمذهب الشافعى، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه، وزعم أنه إمام الأمة يضع ويرفع، ويحكم ويشرع، ينسب إلى دين الله ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب منهم، وخرج عن طريق المشبِّهة فى ذات الله وصفاته، فجاء فيه بطوام، واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم إلا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدليل كاعوا فيتضاحك مع أصحابه منهم, وعضدته الرئاسة بما كان عنده من أدب

قال ابن تيمية، مقوماً ابن حزم فى الاعتقاد والفقه والمنهج.

وإن كان أبومحمد بن حزم فى مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة فى مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث فى معانى مذهبهم فى ذلك، فوافق هؤلاء فى اللفظ وهؤلاء فى المعنى، وبمثل هذا صار يذم من الفقهاء، والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له، كما نفى المعانى فى الأمر والنهى والاشتقاق، وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب، مضموماً إلى ما فى كلامه من الوقيعة فى الأكابر، والإسراف فى نفى المعانى ودعوى متابعة الظواهر، وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر، ويوجد فى كثير من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره، فالمسألة التى يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء

وقال ابن العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين، ووكان بين أبوعمرو الدانى وبين بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجى، حيث كان أبوعمرو أقوم قيلا وأتبع للسنة، حسب قول الذهبى، ولكن أبا محمد أوسع دائرة فى العلوم بلغت تواليف أبى عمرو مائة وعشرين كتاباً، وكانت بينه وبين أبوالوليد سليمان بن خلف الباجى الأندلسى المالكى الأشعرى. وللحافظ البارع المجود أبوبكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافرى الشاطبى رد على ابن حزم، وكان حافظا للحديث وعلله، عالما بالرجال، متقنا، أديبا، شاعرا فصيحا، نبيلا أسمع الناس بقرطبة. وكان ابن زرقون أبوالحسين محمد بن أبى عبدالله محمد بن سعيد الأنصارى الأشبيلى شيخ المالكية من كبار المتعصبين للمذهب، فأوذى من جهة بنى عبدالمؤمن لما أبطلوا القياس، وألزموا الناس بالأثر والظاهر، وقد صنف كتاب المعلى فى الرد على المحلى لابن حزم، وتوفى فى شوال سنة 731 هـ، وله ثلاث وثمانون سنة.

وممن انتقد ابن حزم، إبراهيم بن حسن بن عبدالرفيع الربعى التونسى، قاضى قضاة تونس، ويكنى بأبى اسحاق، وقد ألف كتاب معين الحكام فى مجلدين، وله الرد على ابن حزم فى اعتراضه على مالك فى أحاديث خرجها فى الموطأ، ولم يقل بها.

 

وللحديث بقية

 

رئيس حزب الوفد