رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

هدأت زعابيب «يناير» وأيامه الباردة، وانسحب الصقيع الذى احتل الأجساد أسبوعًا كاملا ظل ينخر فيها دون مقاومة، استسلمنا للبرد أو سلمناه أنفسنا ليفعل بنا ما يشاء، ثم أشرقت الشمس وعدنا إلى حياتنا الطبيعية.. أحاديث البرد كانت من التراث فى البدايات التى عشتها فى الصعيد.. سألت عن رياح «أمشير» قالوا: لأننا تمردنا على «طوبة» عندما قلنا: مرت طوبة ما بلت لنا عرقوبة، فقالت طوبة: حاضر هستلف لكم عشرة من أمشير تجعل شعركم نسير نسير، وأصبحنا على هذا الحال لا عاجبنا الصيف بزمجرته الشديدة الحارة الخنيقة، ولا الشتاء عندما يقسو علينا البرد، لكنها أيام الله هو الذى حدد الشهور والأيام والسنين.

يناير بخلاف الطقس يذكرنا بأيام صعبة مرت على المصريين، 25 يناير ولكن أنا سأتحدث عن الجانب الحلو فى يناير الحالى، فى نهاية هذا الأسبوع المشمس، يحتفل شعب مصر مع شرطته بعيد الشرطة الذى يوافق 25 يناير، ففى هذا اليوم عام 1952 ضرب رجال الشرطة مثالاً نبيلاً فى الفداء والدفاع عن الأرض والكرامة عندما رفضوا الانسحاب من مركز شرطة الإسماعيلية امتثالا لأوامر الإنجليز وتلقوا تعليمات من وزير الداخلية فؤاد سراج الدين بالمقاومة حتى آخر طلقة رصاص، أبطال الشرطة حتى اليوم رابضون صامدون، من أصغر جندى إلى أكبر رتبة، أيديهم فى أيدى زملائهم من جنود وقيادات الجيش للدفاع عن تراب الوطن، وتطهيره من الإرهاب والإرهابيين، واضعين أرواحهم على أكفهم فهم يستحقون أن نحتفل معهم بعيدهم، ونقول لهم كل عام ومصر، وجيشها وشرطتها خير أجناد الأرض فى عزة وكرامة.
الكرامة هى التى تمنح الحياة الكريمة وفى أوائل هذا الشهر يناير، ومع تباشير العام الجديد أطلق الرئيس السيسى مبادرته، التى تعتبر ثورة اجتماعية تحت اسم «حياة كريمة» لتوفير احتياجات الفقراء، ودمجهم فى المجتمع، واغنائهم عن السؤال والمذلة والمهانة، ليرفعوا الرأس فى وطن كريم لا يتخلى عن أبنائه، قل عن السيسى إنه عمر بن الخطاب، قل عنه تاجر السعادة، قل عن مبادراته الإنسانية ما تشاء، تحدث عن الرئيس الإنسان، عن الإنسان المتواضع، اعتبره أخا، اعتبره راعيا مسئولا عن أسرة كبيرة هى شعب مصر بالكامل.
عندما تولى السيسى مسئولية الدولة المصرية بتفويض غير مسبوق من الشعب المصرى، قام بتشخيص حالنا: بأن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه، فعلا كنا قد عشنا فترة فساد تناوبت فيها حكومات تعمل لصالح الأغنياء فقط، وتجاهلت الفقراء الذين يقيمون فى مساكن غير آدمية يواجهون أمطار وبرد الشتاء وحر وغلاسة الصيف، وأطفالا مشردين ينامون تحت الكبارى يشمون الكلة، ويتعاطون الحشيش، ويثبتون المارة ليلا لسرقتهم، ثم ابتلينا بحكم إخوانى إرهابى فاشل عمق جراح الشعب، وأغدق على القبيلة، واعتبر الوطن حفنة تراب لا يستحق الدفاع عنه.
مبادرة السيسى التى استهل بها يناير الأبيض أحيت فى نفوس المصريين عادات الماعون المليان يكب على الفاضى، فتشت عن العادات الإنسانية عندما يشد الغنى الفقير ليأخذ بيده من خلال وجبة سخنة، أو بطانية للتدفئة، ثم استكمل الرئيس مبادرته فى توفير الرعاية الصحية الاجتماعية للمشردين والأطفال بلا مأوى لتقديم العون والمساعدة للمشردين وفاقدى المأوى من الكبار والأطفال أو توفير أماكن مناسبة لهم، وهنا أشيد بالدور الذى تقوم به الوزيرة النشطة غادة والى التى تلقت مبادرة الرئيس، وبحثت عن الفقراء فى كل مكان لإنقاذهم من مفاجآت برد يناير.
أرى أن شهر يناير هو بداية عام الخير، وجنى الثمار، وعام التآلف، والعض بالنواجذ على الانجازات التى تتحقق وما هو آت فى القادم، كل عام ومصر بخير، بقائدها، وجيشها وشرطتها، وكل يناير ومصر شعب واحد ووطن للجميع.