رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

فى خطابه فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة،لا يخفى وزير الخارجية الأمريكى «مايك بومبيو» أهداف الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، بل يشرحها ويفصلها ويحدد أدوات تنفيذها. وتقوم تلك الاستراتيجية على الدعوة لتأسيس تحالف استراتيجى بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل مواجهة خطر التمدد الإيرانى، وتعزيز التعاون فى مجالات الطاقة والاقتصاد، والتصدى لإرهاب داعش ولما أسماه بومبيو «خطر الإسلام المتطرف ووحشيته».

وحث الوزير الأمريكى دول المنطقة على التعاون والإقدام على تأسيس ذلك الحلف، لكنه لم يتطرق إلى ما تنشره وسائل إعلام أمريكية حول تباين المواقف العربية بشأنه، واعتراض بعضها على طبيعته وأهدافه. إذ المؤكد أن بعض دول  المنطقة لم تبد موافقة بعد على تأسيس ذلك التحالف.

الجوهر الثابت فى تلك الاسترايجية  كما بدا فى الخطاب، هو بطبيعة الحال حماية أمن إسرائيل، فهو الموقف الدائم للسياسة الأمريكية منذ نشأة الدولة العبرية، سواء من كان يجلس فى البيت الأبيض من الحزب الجمهورى أو من الحزب الديمقراطى، بما يجعل قول «بومبيو» الدعائى، أن أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط، وأنها لم تكن تبنى إمبراطورية، ولم تضطهد أحداً، مدعاة للتندر، لا سيما حين تباهى بقيام إدارة ترامب، تنفيذ قرار من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، صدر منذ أكثر من عشرين عاماً، بنقل السفارة الأمريكية فى مايو الماضى إلى القدس، لتصبح كما قال مقراً للحكومة الإسرائيلية، وعاصمة للبلاد!

لذلك ولغيره، لم يكن لعبارته العابرة عن أن الإدارة الأمريكية ستواصل الضغط للتوصل إلى سلام حقيقى، ودائم بين إسرائيل والفلسطنيين سوى سد الذرائع، لمواصلة خطابه التأكيد على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، ضد المغامرة العدوانية الإيرانية، ومواصلة الإدارة الأمريكية، ضمان امتلاك إسرائيل القدرة العسكرية للقيام بذلك بشكل أكد الخطاب أنه حاسم، ولإخراج إيران من سوريا .

أنطوى خطاب بومبيو على نقد حاد لخطاب الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى جامعة القاهرة عام 2009 دون أى تحديد لأسمه، فضلاً عن تشويه متعمد لبعض أفكاره فى خضم الصراع الأمريكى الداخلى الدائر بين الجمهوريين والديمقراطيين.

فأوباما لم يدافع عن الإرهاب الجهادى كما أوحى بذلك الوزير، بل قال إنه لأعداء بين الإسلام والولايات المتحدة، وأن المسلمين مكون رئيسى لبلاده، مستشهداً بالتنوع الدينى الذى عرفته الأسرة التى انتمى إليها.

لكنه فى سياق إدانته للهولوكوست ودفاعه عن حق إسرائيل فى الوجود، دعا بجانب ذلك لحق الشعب الفلسطنينى فى إقامة دولة وحياة كريمة، وقال إن حل الدولتين هو الضامن الأكثر لأمن المنطقة، وأشاد بمبادرة السلام العربية كنقطة بداية هامة نحو ذلك.

وبرغم أن أوباما لم يلتزم بوعوده فيما يخص الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، وارتفعت فى عهده ميزانيات دعمه العسكرى للإسرائيل، بالمقارنة بمن سبقوه من إدارات، إلا أنه سعى فى أبسط الأحوال إلى ترضية مستمعيه فى المنطقة، وإلى القول إن إدارته تمتلك من التصورات ما يمكن أن يقود إلى بالتفاوض نحو حل، ولم يفعل كما فعل الوزير بومبيو بالتجاهل التام للقضية أو حتى لمراعاة اهتمامات مستمعيه، معتبراً الأمن الإسرائيلى هو نقطة البداية والنهاية لتلك القضية، مرحباً بتطبيع العلاقات العربية معها دون قيد أو شرط.

لا أظن أن «مايك بومبيو» قد أنهى زيارته دون أن يسمع فى القاهرة على الأقل أن نجاح الحملة ضد الإرهاب، وضمان الأمن والاستقرار فى المنطقة، والحفاظ  حتى على المصالح الأمريكية، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته على حدود يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما هو المدخل لتحجيم نفوذ إيران بديلاً لسياسة الأحلاف الى باتت مقترنة فى الوجدان الجمعى المصرى، بأهداف استعمارية، لا ناقة لنا فيها ولا جمل!