رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

المتجر فى ضاحية مردف بدبى.. مكتظ بالزبائن، وكنت متعجلاً كعادتى، إلا أن الحظ قد حالفنى هذه المرة على غير العادة بالعثور سريعاً على ما كنت أبحث عنه وسط الزحام!.

إلى هناك، أرسلت نظرة عابرة حيث طابور طويل من البشر ينتظرون أمام «الكاشير»!.

اقتربت قليلاً، وفى يدى ما اشتريت.. شاطرَنى من فى الطابور سوء الحظ فى هذا المشهد.. ابتسموا فابتسمت، وأوشكت على مغادرة المتجر!.

هنا بدأت القصة التى لم أتوقعها!

شاب أسمر اللون.. بدا واضحاً من الزى الذى يرتديه أنه مواطن «إماراتى» لا يتجاوز عمره ثلاثين عاماً على الأكثر!.

يقف أمام «الكاشير» مباشرة.. تلاقت النظرات من بعيد.. ابتسم فابتسمتُ، ما منحنى الفرصة للاقتراب منه واستئذانه بكلمات معدودات!.

كان الشاب صامتاً مبتسماً، قلت له: فقط قطعة واحدة!.

أخذها منى بابتسامة، ومن دون أن ينطق بكلمة واحدة.. وضعها الشاب أعلى فستان بمبى يبدو أنه لطفلته الرضيعة حديثة الولادة!.

أخرجت من جيبى 15 درهما.. ثمن القطعة التى اشتريتها، رفض الشاب أخذها، أو السماح لى بسدادها إلى الكاشير!.

قلت له: لا.. أرجوك!.

لا يزال صامتاً مبتسماً.. أدركت حينها أنه من أصحاب الهمم، وأنه لا يقوى على الكلام ولا يقوى على السمع!.

وقفت حائراً لا أدرى ماذا أفعل!.. طلبتُ من الفتاة التى تجلس على «الكاشير» ورقة وقلماً، وكتبت له: «سعدت بك وبأخلاقك العالية.. وابتسامتك الصافية، اسمى على ويسعدنى أن نكون أصدقاء.. وهذا رقم هاتفى».

تبادلنا السلام وغادرت المكان!.

غادرتُ المتجر، لكن قصته لم تغادرنى، وعلى قدر بساطة الموقف، فكلما التقيتُ إنساناً من أصحاب الهمم، تذكّرتُ هذا الشاب بابتسامته النابعة من القلب، وإنسانيته!.

أتذكره.. بينما أستمع إلى قصة أم لطفل من أصحاب الهمم، أو حكاية أب يطالبان بدمج أطفالهما فى حياتنا ومنحهم حقوقهم مثل الأشخاص العاديين!.

نحن - وليس أصحاب الهمم- من يحتاج إلى الدمج فى حياتهم!.. هم نقاء وعطاء وإنسانية وقلب صادق يسعدك!.

 

نبدأ من الأول

[email protected]