رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مرت ثلاثة أعوام على مقاطعتى ركوب قطارات الصعيد، حلفت يمين طلاق بألا يكون القطار وسيلتى عندما يشدنى الشوق لزيارة الأهل فى قنا، بعد الرحلة إياها التى أصابتنى بفوبيا القطارات، هكذا قال صديقى الطبيب عندما استشرته عن سبب عقدتى من ركوب القطارات، قلت له يا أخى كل ما أركب القطار يعطل بى فوق كوبرى امبابة وهو فى طريقه الى الجيزة أى بعد دقائق من مغادرته محطة مصر، ونصحنى الطبيب بأن أجرب الطائرة أو الأتوبيس وقاطعت الأولى بعد أن كعيت مبلغاً وقدره فى التذكرة، وقلت خلينا مع الأتوبيس لحد باب الدار، يا سلام على رحلة الأتوبيس على طريق الجيش تسلم الأيادى نحتت طريقاً ممهداً رائعاً وسط الجبل، جعل الأتوبيس يقطع المسافة من القاهرة الى قنا فى حوالى "5" ساعات فقط!

الرحلة التى جعلتنى أقوم بتسريح القطار بمعروف بعد أن كنت ممسكاً به بإحسان، لأننى كنت أرى فيه ضمانة أكبر فى الوصول بسلام من الأتوبيس الطائر على الطريق السريع قطعتها فى 23 ساعة كاملة، ركبت القطار الساعة التاسعة إلا ربعاً من محطة مصر مساء ووصلت قنا الساعة الثامنة مساء اليوم التالى بدلاً من السادسة صباحا!! المزعج فى هذه السفرية أننى كنت مرتبطاً بموعد مهم فى الصباح لو وصلت فى موعدى وكنت سأعود إلى القاهرة مساء اليوم، فوصلت قنا فى الموعد الذى حددته لمغادرتها، وكانت معى تذكرة العودة، وأعدتها الى ناظر محطة قنا، بعد وصلة شتائم منى للسكة الحديد واللى مشغلينها ولم يرد الناظر واكتفى بالنظر لى من تحت النظارة وأعاد لى ثمن التذكرة لأنه كان يعرف تفاصيل هذه الرحلة المشئومة التى لا أعرف حتى الآن ماذا حدث للقطار جعله لا يمشي، وأنا جالس فوق المقعد مع باقى الركاب فى العربة أسأله: يا وابور قولى واقف ليه، يا واوبور قولى وآخرتها ايه، وفضلت أحايله ميردش، طاب أعمله ايه.. كنت أكلم القطار نفسه لأننى لم أجد بنى آدم أتناقش معه، السائق فى أول القطار نائم، والباقى ركاب فى العربات، حتى المحصل لم يمر يسأل على التذاكر لاقتناعه أن الجميع مروا على الشباك وتذاكرهم فى جيوبهم.

كتمت همى فى صدري، ووصل القطار قنا معرفش ازاي، وتلقينا التهانى من الركاب الذين كانوا ينتظرونه للانتقال الى أسوان، طبعاً  مكثوا فى محطة قناة انتظارا للقطار نفس الوقت الذى استغرقته الرحلة من القاهرة، وقضيت المأمورية التى من أجلها سافرت قنا، وسلمت على الأهل والأصحاب، وعدت الى القاهرة بالأتوبيس متخذا قرارى بالفراق بينى وبين السكة الحديد.

عاودنى الحنين إلى ركوب القطار لكن أصبحت مثل القط يخاف من خناقه، عندى نزولة للصعيد ضرورية خايف أركب القطار يطلع  بختى وحش مثل كل مرة، وقليل البخت يلاقى العظم فى الكرشة  قلت أسأل المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد أسافر بالقطار يا باشمهندس ولا يعملها معايا زى كل مرة.

أسافر على ضمانتك عن طريق السكة الحديد ولا أخدها من قصيرها واحجز فى الأتوبيس.

القطارات انتظمت فى السير كما تقول وركبتوا لها زجاج بدل المتكسر ولا لسه نايمة فى العسل!! ولا تصريحاتك عاملة زى كلام الليل مدهون بزبدة  ولما تطلع عليه الشمس يسيح!! عموماً أنا مسافر، يمكن ألاقى الصبر فى سكتي، وطلبت صديقى يحجز لى تذكرة «قطر أبيس» مازلت مترددا!! وكمان محتاج أستشير الدكتور مبروك عطية فى مسألة اليمين الذى حلفته بعدم ركوب القطار مرة أخرى يمكن تكون الكفارة ركوب توك توك!!