أحوالنا
هناك العديد من الدلائل التي تشير إلي أن عام ٢٠١٩ سيكون عام افريقيا في مصر. ففي الأيام الأولي من العام وقع اختيار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المعروف باسم (الكاف) علي اللاعب المصري الدولي محمد صلاح نجم فريق ليفربول الانجليزي والمنتخب المصري لكرة القدم كأفضل لاعب في افريقيا لعام ٢٠١٨ وذلك للعام الثاني علي التوالي. وقد اهدي اللاعب هذا الفوز الي بلده مصر التي عاشت حالة من الفرح لهذا الإنجاز الذي حققه ابنها المحبوب. وفِي نفس الوقت حظي الملف المصري لاستضافة مباريات كأس الامم الافريقية بالقبول من جانب الكاف، حيث حصل علي ستة عشر صوتا مقابل صوت واحد حصلت عليه جنوب افريقيا الدولة المنافسة.
وأكد هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أن مصر ستقدم بطولة ناجحة تضاف الي سجلها في استضافة المسابقات الافريقية. وقال إن افريقيا لم تنس النجاح الرائع في أمم افريقيا ٢٠٠٦ والذي كان نقطة انطلاق من الناحية التسويقية لبطولات الامم الافريقية التالية لها. ولأول مرة في التاريخ ستقام هذه الدورة الافريقية بمشاركة ٢٤ منتخبا بدلا من ١٦ وستجري في العديد من الملاعب المنتشرة في جميع أنحاء مصر، حيث ستقام المباريات في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية والسويس. ونظرًا لما تحظي به كرة القدم من شعبية واسعة يمكننا ان نتخيل حالة البهجة العارمة والسرور الذي يتوقع ان يعم كافة المناطق والمدن التي تستضيف هذه المباريات. وكل من عايش دورة عام ٢٠٠٦ يتذكر حالة البهجة والسرور التي كانت تعم ارجاء البلاد، مع مسيرات الشباب التي تحمل اعلام الدول الافريقية وهي تجوب راقصة مختلف شوارع المدن التي احتضنت مباريات تلك الدورة. وشهدت نهاية تلك الدورة قمة الفرح والسرور بفوز المنتخب المصري بكأس البطولة فكان خير ختام نرجو ان يتكرر في الدورة القادمة، خاصة ان الكأس الافريقية غابت عنا بعض الوقت وتحديدا منذ عام ٢٠١٠رغم وصولنا الي الدور النهائي في العام الماضي. والي جانب الفوز بتنظيم بطولة أمم افريقيا للكبار، حصلت مصر علي موافقة الكاف بتنظيم أمم افريقيا تحت ٢٣ سنة والتي تقام بالقاهرة نهاية العام الجاري، علما بأن هذه البطولة هي المؤهلة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠. وبهذا يمكن ان نقول ان القاهرة ستكون عاصمة كرة القدم الافريقية في عام ٢٠١٩.
ونظرًا لأهمية دورة الامم الافريقية تم تشكيل اللجنة العليا المنظمة للبطولة برئاسة رئيس الوزراء مصطفي مدبولي وعدد من الوزراء المعنيين. ونرجو ان يتم تكليف اعداد كبيرة من الشباب المتطوعين للقيام بأعباء الاعمال اللوجستية والتنظيمية القادرة علي توفير الخدمات العديدة لضيوف مصر من الفرق الرياضية والمشجعين الذين يتوقع حضورهم بأعداد كبيرة في هذه الدورة. ونظرًا لضيق الوقت فإن العمل لابد أن يبدأ علي الفور في التنسيق مع الجهات المتعددة ذات الصلة بهذا الحدث الكبير وفِي مقدمتها الهيئة الوطنية للإعلام المنوط بها النقل التليفزيوني والإذاعي لهذا الحدث الكبير وما يتطلبه من توفير اجهزة ومعدات والتدريب عليها.
ويبدو ان حالة الزخم التي اثارتها كرة القدم تجاه افريقيا قد حفزت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم الي اقتراح انشاء قناة تليفزيونية موجهة الي قارة افريقيا لمخاطبة شعوب القارة وللترويج للمشروعات القومية في مصر، ونظرًا لأهمية هذا الاقتراح سيكون موضوع حديث آخر إن شاء الله.