رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

قد لا يكون أطفالنا الآن بحاجة إلى برنامج يؤكد لهم أن شرب اللبن مهم لصحتهم أو أن احترام الكبير واجب.. ربما لم تعد حكايات الشاطر حسن.. تحتوي قدراتهم الفائقة علي التصور بعد ان فاق الخيال  كثيرا من الواقع، لكن من المؤكد انهم ليسوا بحاجة إلى أن يصبحوا جزءا من مادة ضحك قائمة أصلا على فكرة لا أخلاقية «مر زمان كنا كأطفال نستمع إلى صوت الفاضلة» أبلة فضيلة. تحكي بصوت عذب ساحر حكايات عن الصدق والأمانة عن جزاء الطماع  وعقاب الكذاب ومكافأة المحسن.

وفي التليفزيون كانت تطل «ماما نجوى».شيك..راقية..رقيقة.صوتها عذب،كلمتها مسموعة،ومقنعة للغاية كنا نعلم تماما ان«بقلظ»عروسة يحركها شخص لما كبرنا علمنا أنه الفنان الراحل سيد عزمي لكننا كنا نصدقه ونعشق خفة دمه ومناوشاته مع ماما نجوى ثم انصياعه لنصائحها فنتأدب ونتعلم ونستمتع أيضا وكانت أمهاتنا تحكي لنا عن سلوى حجازي علي اعتبار ان نجوي ابراهيم بالنسبة لهن «جيل جديد».

أساتذة ونجوم كبار علمونا وأدبونا وشجعونا وقدموا لنا النصيحة ذات النفع الدائم. وتركوا في ركن مضئ في الذاكرة صورا مشرقة عن برامج الأطفال ونجوم هم بالنسبة لنا أمهات وآباء وقدوة حسنة.

كل هذه الذكريات الثمينة حركتها محاولة ـ أرى أنها بشعةـ لإعادة الروح لبرامج الأطفال التي افتقدناها لسنوات فاذا بها محاولة لوأد الأمل وقتل الحلم وتثبيت قاعدة «القديم لا يعوض» بالمصادفة البحتة شاهدت برنامجًا يحمل اسم«ميس اندر ستاند» يعني« سوء تفاهم».

تقدمه ممثلة مصنفة «كومديانة» لكنني رأيتها لا تمتلك أدنى مقومات التعامل مع الأطفال من خلال برنامج تليفزيوني فهي بداية تمثل بمنطق الأفلام والمسلسلات الكوميدية التي تنتسب لهذا الزمان أي تعتمد على الضحك من خلال اللغة«الركيكة» و«الإفيهات» والأسلوب غير اللائق في كثير من الاحيان.

ومن الاساس يعتمد البرنامح ـ الذي علمت أن هناك نزاعًا على ملكية فكرته«العبقرية»ـ يعتمد على فكرة من وجهة نظري«لا أخلاقية» إذ تقوم على خداع الطفل من خلال إيهامه انه يخضع لجهاز كشف الكذب«بالكذب».

وبعيداً عن أنه لا يقدم فكرة أو قيمة أو حتي معلومة فإنه في إحدى فقراته يستضيف والد أو والدة الطفل وتوجه له أو لها أسئلة في صميم تفاصيل حياة الطفل «افضل طعام.احسن لعبة.افضل صديق... وفي كثير من الأحيان تأتي الاجابات عكس ما يجيب الابناء فيقع الاب او الام في احراج بالغ امام الطفل ويظهر وكأن أقرب الناس إليه يجهل أبسط الأشياء عنه. ولا تكتفي مقدمة البرنامج بذلك بل تمعن في اظهار«جهل الأب والأم» وتؤكد علي المعنى السلبي من الموقف.

لغة الحوار بين «الممثلة» والضيوف لا تناسب أن يقدم المحتوى لطفل.

الديكور هزيل وملابس مقدمة البرنامج تعتمد على «الألوان والتهريج» لكنه غير ممتع للعين.

ماذا قدم إذن؟

لا متعة.. لا معلومة..لا قيمة.. ولا حتى مادة تسلية.

أعتقد أنهم أرادوا أن يخضعوا حتى برامج الأطفال لقانون «السوق» فخرجوا علينا بـ«سوء» تفاهم!!!