رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

الحمد لله أن عاد الاهتمام بالوادى الجديد فى حياة من نهض بهذه المحافظة ونماها وبذل من أجلها جهوداً جبارة وخاض معارك شرسة من أجل الوادى الجديد وأهله الكرام.. إنه د. فاروق التلاوى والذى غادر دنياه بالأمس القريب.. كان يتابع أحوال الوادى الجديد يوماً بيوم من أهلها الكرام والذين لم ينسوا أبدا وتواصلوا معه حتى آخر أيام حياته حتى أبناء الوادى من الصحفيين والإعلاميين كانوا يذكرونه بكل الخير والود وشاهدت برنامجاً مع نائب سابق للوادى الجديد فى قناة الصعيد، وإذا بالمذيع يقول له إن أهل الوادى يذكرون د. التلاوى ويدعون له دائماً منذ أن غادر المحافظة وحتى الآن، وكان الرد أن كل شبر بالوادى مدين لهذا الرجل بالعطاء والعمل الجاد.

لقد عاش د. فاروق التلاوى يعطى لتلاميذه، فهو عالم الزراعة الجليل ولأهله بمحافظة المنيا ولأسرته ومحبيه حتى آخر لحظات حياته..

عمل محافظاً لمدة 18 سنة متواصلة بدأها فى مارس 1983، محافظاً للوادى الجديد ولمدة عشر سنوات أعاد مصانعها للإنتاج وزار الفرافرة وكانت معزولة وليس بها سوى الغربان وعاش بها وصحب الشباب لزراعتها ومنذ بداية تخطيطها للزراعة بدأت الحرب ضده، ونهض بالسياحة حتى كان يزور الوادى عام 1984، ما يقرب من 100 ألف سائح ألمانى بمعزلة عن الدولة وجهودها المتناثرة، ونهض بالثروة الحيوانية والداجنة، مؤكداً أن الوادى خال من الأمراض وسوف ننتج ما يستهلكه أبناء المحافظة؛ حيث اكتشف أن الخضار والفاكهة والحبوب يتم استيرادها من أسيوط ومحافظات الصعيد، وكان الوادى يعانى من وفرة البط والدواجن والبيض وعندما كتبت أن الأسماك لا تجد من يأكلها بالبحر الأحمر، وأن السياح يفضلون «البط البكينى»، تم الاتصال بالمحافظ الهمام، الذى بنى محافظة البحر الأحمر الفريق يوسف عفيفى وتبادلا البط البكينى من الوادى بأسماك البحر الأحمر، وتم بيع الأسماك لأول مرة بالوادى وبصفة منتظمة مع زراعة الخضر والفاكهة والغلال، وأحيا د. التلاوى فكرة أن الوادى الجديد كان سلة طعام الرومان والمصريين قديماً، وأحدث بها صناعات النخيل وكان يعددها بعدد 13 مهنة وصنعة وأعاد مصنع البلح والبصل وصناعة العسل من نحل الداخلة وكل هذا مع معارك شرسة لوقف التنمية، وكان سريع التدخل مع مرض «إيدز النخيل» على سبيل المثال، وبنى العديد من الفصول الدراسية والمدارس والوحدات الصحية.. ثم عين محافظاً للفيوم والبحيرة وكان مثالاً يحتذى به بالمحافظات الثلاث.

إن كلاً من د. فاروق التلاوى ود. أحمد جويلى ود. يحيى حسن خاضوا معركة قوية تاريخية مشرفة كفريق زراعى جامعى بنوا محافظات، ووضعوا أسساً للعمل التنفيذى بمحافظات مصر، وكنا بهم محظوظين وفى نفس التوقيت كانت هناك كتيبة عسكرية حاربوا العدو وأحرزوا نصر أكتوبر 1973، وخاضوا معركة التنمية بمحافظات مصر وهم كل من الفريق يوسف صبرى أبوطالب ويوسف عفيفى وزاهر عبدالرحمن واللواء عبدالمنعم سعيد.

 إن هؤلاء أعطوا مصر الكثير ولم ينل أحد منهم التكريم اللائق به، اللهم إلا الفريق يوسف عفيفى الذى كرمه مؤخراً الرئيس السيسى.

إن جنازة د. فاروق التلاوى وعزاءه يعد أكبر تكريم له وكرمه شعب الوادى الجديد بكلمة لأحد أبنائها قال فيها: «نم مستريحاً فكل حبة رمل تترحم عليك وكل جريدة نخل زرعتها تدعو لك بالغفران والجنة، وكل فصل دراسى شيدته يدعو لك تلاميذه وأهلهم ومعلموهم إلى يوم الدين وكل مريض يدخل مستشفى أو وحدة صحية شيدتها يدعو لأبنائك الكرام ولن ننساك أبداً إلى يوم القيامة.. وتحدث مندوبان عن محافظتى الفيوم والبحيرة فكان التكريم الغالى والوفاء النادر والدعاء المستجاب بإذن الله.

رحم الله من بنى ومات وهدى من بقى يعانى النسيان ويتجرع الهوان.