رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

نواصل الحديث بصحبة ابن حزم الأندلس، فقد كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، وقد تفنن فى علوم جمة، وكان عاملاً بعلمه زاهدا فى الدنيا بعد الرئاسة التى كانت له ولأبيه من قبله فى الوزارة وتدبير الممالك، متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة فى كل ما تحقق به من العلوم، وجمع من الكتب فى علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً، وسمع سماعاً جماً، وأول سماعه، من أبى عمر أحمد بن محمد بن الجسور، قبل الأربعمائة، وألف فى فقه الحديث كتابا كبيرا سماه كتاب الإيصال إلى فهم الخصال الجامعة، لجمل شرائع الإسلام فى الواجب والحلال والحرام وسائر الأحكام على ما أوجبه القرآن والسنة والإجماع أورد فيه أقوال، الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين فى مسائل الفقه والحجة لكل طائفة عليها والأحاديث الواردة فى ذلك من الصحيح، والسقم بالأسانيد وبيان ذلك كله وتحقيق القول فيه، وله كتاب الإحكام فى أصول الأحكام فى غاية التقصى وإيراد الحجاج، وكتاب، الفصل فى الملل والأهواء والنحل، وكتاب فى الإجماع ومسائل على أبواب الفقه، وكتاب فى مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل، وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل، وهذا ما سبق إليه، وكذلك كتاب التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية فإنه سلك فى بيانه وإزالة سوء الظن عنه وتكذيب المخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله فى ما علمنا، وما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين، مولده فى ليلة الفطر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بقرطبة، ومات بعد الخمسين وأربعمائة، وكان له فى الآداب والشعر نفس واسع وباع طويل.

وأورد المقرى التلمسانى هذه القصة وسبقها بقوله: «قال ابن حزم فى طوق الحمامة» وبالرغم من عدم ورودها فى نسخة الطوق الحالية فيمكننا أن نثق بكلام المقرى إذا علمنا أن النسخة التى بين أيدينا ليست كاملة باعتراف الناسخ نفسه، الذى حذف أكثر أشعارها تحسيناً لها وتصغيراً لحجمها.

< وقال="" ابن="" العماد="" الحنبلى:="" كان="" إليه="" المنتهى="" فى="" الذكاء="" وحدة="" الذهن="" وسعة="" العلم="" بالكتاب="" والسنة="" والمذاهب="" والملل="" والنحل="" والعربية="" والآداب="" والمنطق="" والشعر="" مع="" الصدق="" والديانة="" والحشمة="" والسؤدد="" والرياسة="" والثروة="" وكثرة="">

< وقال="" أبوحامد="">

«وجدت فى أسماء الله الحسنى كتاباً لأبى محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه.

وقال أبوالقاسم صاعد بن أحمد فى طبقات الأمم كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم مع توسعه فى علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار: أخبرنى ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة.

.. وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد