رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

سألت أم السعد التى جاءت من البلد للكشف عند الدكتور عشان الخلفة: لو كانت طالبة جامعة الأزهر التى منحت زميلها حضناً بنتك فماذا كان رد فعلك، قالت: هى فين البنت دى يا سى الأستاذ، قلت: خلينا فى السؤال، ردت أم السعد: كنت أقطعها بأسنانى قطيع! ثم رجعت فى جلستها إلى الوراء على الكرسى وهى ترتشف الشاى بس البنت الطالبة صغار محتاجة توعية وتربية مش قسوة، وتدخل أبوالسعد فى الكلام قائلاً: كنت أطخها احنا صعايدة يابوى!

ودخلت أم السعد فى خناقة كبيرة مع زوجها على البنت، هى تقول صغيرة ومحتاجة تربية، وهو يقول عارى يا بوى مش كدة يا ولية، وصدق الاثنان أن بنتهما ارتكبت تصرفًا خارج تقاليد القبيلة، وتوقفا عن الشجار، وضحكت أم السعد قائلة: جاتك ايه يا سى الأستاذ هى فين البنت؟

قلت لأم السعد: انت على حق، وعندما شاهدت تكشيرة زوجها، قلت له: انت على حق بس مش لدرجة تطخها عيارين يا فالح، سألنى أمال كنت أعمل ايه؟ قلت له ما عرفش!

فعلاً تصرف الطالبة على النحو الذى حدث مع زميلها غير مقبول ويتنافى مع العادات والتقاليد التى تربى عليها المجتمع الشرقى، وخاصة فى الأسر المحافظة التى تؤمن بأن الحب يأتى بعد الزواج، والتعبير عنه لا يكون بالأحضان بين فتاة وشاب خارج الإطار الشرعى والمبادئ التى تربينا عليها.

العادات والتقاليد لا تقبل بإعلان الحب على الملأ ولا تعترف بحب برىء وآخر غير برىء، لكن حداثة سن طالبة الأزهر تدعو إلى ضرورة التعامل معها بشىء من الرحمة والإرشاد والنصح، وهو ما طالب به الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الأزهر، مجلس التأديب بإعادة النظر فى عقوبة فصل الطالبة نهائيًا من الجامعة، نظرًا لحداثة سنها وحرصًا على مستقبلها، وعلمت أن مجلس التأديب الأعلى قرر الاكتفاء بحرمان الطالبة من دخول امتحان الفصل الدراسى الأول هذا العام، بعد أن أبدت الطالبة أسفها الشديد عما بدر منها، وتعهدت بالالتزام بأخلاقيات طلاب العلم وقيم المجتمع.

وبعد عودة أم السعد من عند الطبيب، وكانت تمد بوزها شبرين، لأن الدكتور لم يطمئنها على قدرتها على الخلفة، حكيت لهما عن تدخل شيخ الأزهر لإنقاذ مستقبل الطالبة، مفضلاً النصح والإرشاد قبل اللجوء لفرض العقوبة، قالت أم السعد: المفعوصة غلطت، لكن الرحمة واجبةـ بس متعملش كده تانى، وقال أبوالسعد: سماح النوبة.

وقلت للاثنين: أنا مازلت أطمع فى سماحة شيخ الأزهر بأن يقرر الاكتفاء بعقوبة الإنذار فقط للطالبة، ويسمح لها بدخول امتحان التيرم.

رد أبوالسعد: غيرك البندر، قلت له: لا مازلنا نتمسك بالعادات والتقاليد الشرقية، ونرفض دعوات الممثل المايص الذى جعلها فرصة وقاد حملة الأحضان للجميع، ولكن يا أخى يا أبوالسعد: أعتقد أن الولد والبنت أخطآ التقدير، ولذلك أرفض معاملتهما بهذه القسوة، وبلاش تتهور يا أبوالسعد!

شكرًا شيخ الأزهر، الرحمة فوق العدل، وشكرًا لكل أسرة تربى وتعلم وتتمسك بالتقاليد، وترفض التقاليع المستوردة، وسحقًا للمثليين من أمثال الممثل إياه!