رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

 

طالعتنا «المصرى اليوم» الأحد 13/1/2019 بمقال للقس الفاضل تحت عنوان «عفوًا فضيلة الإمام الأكبر!!» تضمن ثلاث ملحوظات كما رآها أو ارتآها فضيلته، الأولى عن مصطلح دولة الإسلام مبديًا أن مصطلح دولة لم يظهر إلا مؤخرًا وأنه فى العصور القديمة والوسطى غاب مفهوم الدولة بشكلها الحالى.. وأن مصر الحالية ليست دولة دينية.. ثم عرج إلى مصطلح «الحروب الصليبية» وأنه كان من الأفضل تسميتها بحروب الفرنجة والملحوظة الأخيرة عن قول فضيلة الإمام الأكبر «اسألوا التاريخ ينبئكم بأن كل كنائس مصر بنيت فى عهد الإسلام وبعد دخوله مصر» وأن هذا تعميم جانبه الصواب.. مضيفًا أن هناك بعض الكنائس التى بنيت بعد دخول الإسلام.. وردًا على سيادته وبإيجاز بخصوص الملاحظات الثلاث التى أبداها القس الجليل.. عن الأولى مصطلح الدولة لم يغب عن فضيلة الإمام الأكبر لا علميًا ولا لغوياً.. فكلمة الدولة فى اللغة العربية تعنى الغلبة والسلطان كما تعنى مجموعة ضخمة من الأفراد تسكن بصفة مستمرة إقليمًا وتتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال السياسى وأيضًا بمعنى الغلبة والفتح وهى لا تبتعد كثيرًا عن المصطلح الحالى.. فالدولة تحديدًا هى: أرض وشعب وحكومة.. وعن أنه كان من الأفضل تسمية الحروب الصليبية بحروب الفرنجة.. فهذا الأمر مع ذلك لا ينفى أبدًا أنها كانت شكلًا وموضوعًا لها هذا الطابع.. وما رآه القس الجليل غير جائز علميًا لسبب رئيسى أن الفرنجة الذين قصدهم سيادته رفعوا راية الصليب رمزًا لتلكم الحروب علانية وبلا مواربة ونصًا لا استدلالاً!.. أما ما جاء بحديث الإمام الأكبر من أن كل كنائس مصر بنيت فى عهد الإسلام فإن القصد والعلة واضحة إضافة إلى أن مفردات الكلمات نفسها تنطق بالحقيقة وتنطلق منها.. لأن كل غالبية الكنائس الموجودة الآن بنيت فى ظلال الإسلام والمحبة القائمة بين كل المصريين مسلمين ومسيحيين بالأخص.. الجدير بالملاحظة والذكر أن سيادة القس الجليل يشير فى عكس لما أبداه فضيلة الإمام بنص آخر هو قوله «وإن كنا لا ننكر أن هناك بعض الكنائس التى بنيت بعد دخول الإسلام».. لا يا سيدى ليست بعض بل كل الغالبية من الكنائس بنيت تحت راية الإسلام.. شيخ الأزهر والشعب المصرى يعلم أن مصر قبل دخول الإسلام إليها كانت العقيدة الغالبة لشعبها هى المسيحية بعد عام 330 ميلادية، وبالتالى كانت هناك دور عبادة لهم هى الكنائس!.. فضيلة القس الجليل جانبت الصواب فيما أبديتم أو جانيك الصواب عما جاء ببيان الإمام الأكبر.. وما ردى هذا إلا تعبير عما فهمت وفهم غيرى فأنا هنا لا أرد عن أحد، فبالقطع فضيلة الإمام أقدر وأعلم منى بالرد.. وفى النهاية فإن الإنجاز الذى قدمه الرئيس السيسى بإقامة الصرحين الكبيرين إنما يعبر عن أصالة المصريين مسلمين ومسيحيين.. وعاشت مصر بمسلميها ومسيحييها.